عاشق البحر

 
 
  هذا المركب المسمى "البركة"يلخص قصة رجل عظيم عشق البحر كما لم يعشقه أحد، أدمن ركوبه ومجابهة أهواله وعواصفه ومصاعبه اللامتناهية....إنّه المرحوم علي بن عبد القادر بن سالم-رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فراديس جنانه-انه الرجل العظيم الذي أحب البحر كما لم يحبه احد،فاختاره مصدر رزق لعائلته لسنوات و أدمنه وألف أهواله وجعل طموحاته و أمانيه تتوجه نحوه دون سواه.....وكان ميلاد مركب "البركة"هو تتويجا لقصة حبه للبحر ورابطا بينهما على الدوام... فكان العطاء متبادلا، أعطاه من عرقه فأعطاه من خيراته....وكانت"البركة"بركة إسما على مسمى....أغدقت من خيراتها على اسر عديدة بفضل من الله....لقد كان المرحوم كريما معطاء جوادا وكانت "البركة" تضاهيه في كرمه وعطائه.........توفي وظل المركب يروي قصة عشقه الدائمة للبحر.....حتى حصلت الفاجعة يوم 17ديسمبر2016....الكارثة التي لن ينساها أبناء المهدية أبدا....لقد غرق مركب"البركة"(في يوم ذكرى وفاة المرحوم)....إنّه البحر الغادر الذي لا يميز بين حبيب وعدو....إنه البحر الذي يعطي ولكنه يفتك دون شفقة ....أخذ أرواحا بريئة لا ذنب لها سوى ركوبه من اجل لقمة العيش الشريفة...لكنها مرة......رحم الله كل الهالكين في هذه الحادثة الأليمة وأسكنهم فراديس جنانه وألهم أهاليهم وذويهم جميل الصبر والسلوان، ومن هم في عداد المفقودين نتمنى من الله عز وجل ان يدلهم عن خيط النجاة وان يعيدهم سالمين.........قدر الله وما شاء فعل.
-----------
بقلم: آمال بن سالم

Fin de la discussion

0/Post a Comment/Comments