و إنها لثورة حتى القهر



لدواع أمنية: طريق تعبد خصيصا للمواطن برتبة رئيس حكومة مؤقت
14 juillet 2014, 22:28
تم في الأيام القليلة الماضية تعبيد طريق إلى حدود منزل رئيس الحكومة المؤقت المهدي جمعة بالمنطقة المحاذية للمنطقة السياحية بهيبون بمدينة المهدية. كما قامت مصالح البلدية بالمهدية بوضع فانوس لتنوير الفضاء الموجود فيه منزل رئيس الحكومة. وقالت بعض المصادر المقربة إن هذه الأشغال نفذت لدواع أمنية
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذه الطريق مبرمج إنجازها ضمن المخطط الاستثماري البلدي مع مجموعة من الطرقات الأخرى غير أن زيارة رئيس الحكومة عجلت إنجازها وقالت مصادر عليمة إن الحكومة أضافت اعتمادات أخرى لتكون الطريق من الإسفلت الممتاز حتى تتوفر كل ظروف الحماية المريحة للسيد المواطن رئيس الحكومة المؤقت
والسؤال هنا هل السيد المهدي جمعة الذي تتوفر له كل أسباب الحماية الأمنية كأي رئيس حكومة في أي دولة من العالم له الحق في أن يتصرف في المال العام لتهيئة طريق إلى منزله دونا عن سائر المواطنين من جيرانه بحجة الدواعي الأمنية؟
هل تبيح مسؤولية رئاسة الحكومة الحق في تونس ما بعد الثورة تقسيم المواطنين إلى درجة أولى ومواطنين درجة ثانية؟ هل من حق أي مواطن في أي شبر من تونس أن يطالب بحقه في الطريق لدواع أمنية؟ أليس لكل مواطن الحق في الأمن والأمان؟
تفاصيل حكاية الطريق لدار جمعة خطيرة التداعيات، فأن توفر الحكومة اعتمادات لتنفيذ طريق خاصة يدخل في وجهة نظري في باب الفساد المالي والإداري الذي أوامر يستوجب المحاسبة كما أن خضوع المسؤولين الجهويين وخاصة النيابة الخصوصية التي هي في الأصل جماعة محلية لخدمة المواطنين لا لتنفيذ الفوقية، يؤكد طينة هؤلاء المسؤولين الذين لا هم لهم سوى الحفاظ على كراسيهم و مناصرة السلطان
في المقابل اجتهد أعوان التراتيب بقيادة رئيس النيابة الخصوصية بمناسبة زيارة المهدي جمعة لمسقط رأسه نهاية الأسبوع الماضي في مطاردة المنتصبين من باعة البقول وبعض الحاجبات الغذائية في السوق البلدية بالمهدية بدعوى محاربة الانتصاب الفوضوي بعد أن كانوا صائمين عن مطاردتهم طيلة الأيام الأولى لشهر رمضان الكريم.
ومن آثار هذه المطاردة وكما ورد في عديد الوسائل الإعلامية وحسب رواية شهود عيان، هددت عجوز بحضور رئيس الحكومة بحرق نفسها وتوفق إلى إقناعها بالعدول عن فعلتها
وبين عجوز تجاهد من أجل لقمة عيش ورئيس حكومة يجتهد في توفير أسباب أمنه تتواصل أولى الثورات الربيع العربي و إنها لثورة حتى القهر.
------------------
بقلم: محمّد صفر

0/Post a Comment/Comments