الفرز السوسيولوجي : جدليّة التّاريخ الرّاهن ..



مهلّلون لتنصيب عسكريّ انقلابي رئيسا قاطع شعبه انتخابه بعد أن أقام شرعيّة حكمه على قتل الآلاف من العزّل قنصا و حرقا و دوسا بالدبابات فضلا عن عشرات الآلاف من المساجين و مئات المحكومين بالإعدام ...
مباركون لفوز رئيس يقصف شعبه منذ أشهر بالبراميل المتفجّرة و يمارس منذ أكثر من سنتين أبشع الجرائم بحقّ المواطنين العزّل دون تمييز بين أطفال و شيوخ و نساء ...
مستبشرون بالمحاولات الحفتريّة لسرقة ثورة شعب خرج لتوّه من حكم العسكر الغاشم تحت غطاء مقاومة الإرهاب لإعادة الحكم العسكري من جديد ...
بعد كلّ ذلك يمدّ هؤلاء وجوههم في الفضائيات بكلّ وقاحة ليتحدّثوا عن الدّيمقراطيّة و الدّولة المدنيّة بل و يزايدون على غيرهم و ينصّبون أنفسهم أوصياء على الدّيمقراطيّة و حماة لإرادة الشّعب و يتنافسون قيادة المسار الانتقالي ... و قريبا ستجدهم يتزاحمون لترؤّس القوائم الانتخابيّة و إلقاء الخطب العصماء عن البناء الدّيمقراطي و النّظام الجمهوري
ما يحصل في بداية هذا المسار الربيعيّ المحاط بكلّ الردّات الشتويّة من حوادث يجسّد عنف المقاومة بين منظومة الاستبداد و الفساد بكلّ مكوّناتها و فئاتها و قوى التحرّر الثوري و يكشف الحقيقة المفزعة للعديد من النّخب الحفتريّة المزيّفة من سياسيين و مثقفين و أكاديميين طالما رفعوا في وجوه خصومهم راية الدّيمقراطيّة و الحقوق و الحريّات ...
هي عمليّة فرز تاريخيّ سوسيولوجيّ جدليّ لتمييز الصّفوف و القوى الاجتماعيّة المنحازة للحريّة و العدالة.
بقلم: سامي براهم

0/Post a Comment/Comments