حتّى لا تتكرّر الاغتيالات بسبب الاختلافات
اغتالت يد الغدر و الحقد و الكراهية صبيحة هذا اليوم
الأستداذ شكري بلعيد رحمه الله، و هذا الاغتيال السياسي يعدّ سابقة خطيرة في
تاريخ تونس بعد الثّورة، ويعدّ هذا الفعل الشّنيع نتيجة للتّجاذبات السّياسية و
العقائديّة التّي هيمنت على المشّهد السّياسي بعد الثّورة، و التي تضمّنت حملات التّكفير و التّخوين و
الدّعوات الصّريحة للقتل و تصفية الخصوم السياسيين حيث عمد الكثير من المتطرفين
الدينيين و السياسين إلى استغلال مصادح المساجد و المنابر الحوارية السياسية إلى
تمرير خطاباتهم المسمومة و رسالاتهم المحمومة بغية تمزيق النّسيج المجتمعي و بث
الفوضى في البلاد و التفرقة بين العباد، و السّقوط في هوّة التّناحر الأهلي
السّحيقة بدعوى حرّية التّعبير التي
اتّخذوها مطية لتمرير قذارة التّفكير.
ها إنّنا نصحو اليوم على الخبر الفاجع و
الأليم الذي صدم كّل التّونسيين و طعنهم في الصّميم، فاغتيال شكري بلعيد هو فعل
جبان و إرهاب منظّم يستهدف أمن الوطن بأسره و يهدّد سلامته، و يتنافى مع مبدإ التّعايش
السّلمي و قيم الجمهورية و أسس الدّيمقراطية.
إنّ الواجب
الوطني يقتضي منّا الآن أن ننتصر لقوة المنطق لا منطق القوة، و أن نوحّد جهودنا و
نغلّب المصلحة العليا للوطن على كلّ المصالح الحزبية و الفئوية، مع الإيمان بأنّ
هذا الوطن هو قاسمنا المشترك مهما اختلفنا و مهما تباعدنا فكريا و عقائديا، فتونس
صدرها رحب يسع جميع أبنائها.
علينا أن نسعى
جاهدين إلى تجنّب تكرار هذه الفعلة الشّنعاء التي أحدثت شرخا غائرا و صدعا رهيبا في وحدتنا الوطنية، و علينا أن
نصدّ المنافذ و نغلق الباب في وجه كلّ من يحاول وأد ثورتنا المجيدة و السّمسرة
بالدماء الزكية لشهدائنا البررة.
سمير الزواري
إرسال تعليق