تجديد نقابة التّعليم الثانوي بالمهدية




تجديد نقابة التّعليم الثانوي بالمهدية

 ينظم الاتحاد الجهوي التونسي للشّغل بالمهدية انتخبات النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمعتمدية المهدية يوم 14 فيفري الجاري، و إيمانا بالدّور الرّيادي و الطّلائعي الذي تلعبه هذه المنظّمة النقابية العتيدة في الكفاح من أجل حفظ كرامة الطّبقة الشّغيلة، و سعيا إلى تكريس المبادئ النّبيلة التي بعث من أجلها الاتحاد و التي خطّها بدمه  الزّعيم المناضل فرحات حشّاد، يرجى من كافّة الزملاء الأساتذة إيلاء انتخاب نقابتهم الأساسية ما تستحقّه من اهتمام و عناية فائقة،  و أن يضعوا مصلحتهم العامّة فوق كلّ اعتبار بعيدا عن كلّ التّجاذبات السّياسية و الفكرية قصد تصحيح المسار العمل النّقابي و الرّقي به إلى مستوى ما نصبو إليه من استحقاقات ثورتنا المجيدة.
   نعلم جميعا أنّ الفساد استشرى في العمل النّقابي بصفة جليّة للعيان، و بات ينخر كيان الاتّحاد العام التّونسي للشّغل و يهدّده بالانهيار من جرّاء الممارسات غير المسؤولة و الأساليب المغلوطة للعديد من قيادي الاتحاد سواء كانوا في الهياكل المحليّة أو الحهوية أو حتّى
الوطنيّة،الذين جعلوا من الاتحاد العام التّونسي للشّغل وكرا للمناورات السّياسية المغرضة و الهدّامة للوحدة الوطنية، و اتّخذوه مطية لخدمة مصالحهم الشّخصيّة الضيّقة على حساب دماء و عرق الكادحين.
 إنّ غيرتنا على الاتّحاد التّونسي للشّغل تقتضي منّا أن لا نفّوت أيّ فرصة لإعادة هيكلته و تجديد خلاياه حتّى نبعث فيه الرّوح من جديد،   و يستعيد مجده التّليد و يسترجع مكانته باعتباره قلعة نضال ضدّ الظّلم و الاستبداد، و حاميا لكلّ المنضوين تحته مهما اختلفت تياراتهم الفكرية و الايديولوجية، و مهما تباينت  حساسياتهم السّياسية أو انتماءاتهم الحزبية.
    فلنضع معا حدّا لما عانيناه سابقا من إرهاب نقابي من قبل بعض قيادي الاتّحاد، و ما مارسوه من تسلّط و استبداد بالرّأي و تهميش للقواعد النّقابية، و لنسدّ  المنافذ و نصدّ الأبواب عن طريق  صندوق الاقتراع في وجوه بعض المندسّين في صفوف الاتّحاد المتورّّطين مع النّظام البائد و المتواطئين معه في التّعسّف على الشّغالين و هضم حقوقهم المشروعة في العيش الكريم، حيث بارك و مجّد هؤلاء النّقابيون القرارات السّياسية و الاجتماعية المريرة المتّخذة من قبل ذلك النّظام الغاشم، و ساهموا في تمريرها تكريسها.

   أدعو زملائي الشّرفاء و الأحرار أن يتفطّنوا للألاعيب السّخيفة          و الأساليب الدّنيئة  المعهودة سابقا  في الحملات الانتخابية من قبل العديد من دنّسوا العمل النّقابي الذين يتوخّون نفس أسلوب حملات انتخاب الشّعب التّجمّعية، لا لشيء سوى للحفاظ على مناصبهم النّقابية التي تؤمّن لهم مصالحهم الشّخصية، فهم لا بتورّعون في انتهاج سياسة التّعتيم الإعلامي عن  مواعيد الانتخابات التي لا يعلم بآجالها مسبقا  سوى أتباعهم و أنصارهم المقرّبون، كما أنّهم لا يستنكفون من ترويج قائماتهم الانتخابية و ضمان نجاحها باستمالة أنصارهم من المنخرطين و وعدهم بتلبية طلباتهم  و حلّ مشاكلهم المهنية الخاصّة كالنقلة أو تقريب القرين أو انتداب أحد الأقرباء في الوظائف الإدارية دون أدنى استحقاق، كما أنّهم يعتمدون على التنسيق مع مدراء المؤسّسات التربوية الذين تمّ تنصيبهم بالتزكية النّقابية بقطع النّظر عن الكفاءة المهنية و القادرين على التّأثير على الأساتذة الذين منحوا امتيازات مهنية خاصة على حساب زملائهم داخل المؤسّسات التّربوية من خلال إرضاء رغباتهم أثناء توزيع جداول أوقات العمل أو مستويات التدريس، هذا إلى جانب ما يقوم به هؤلاء يوم الانتخاب  من تسخير لسيّراتهم الشّخصية و كذلك سيّارات الاتّحاد      و  وضعها على ذمّة النّاخبين من أتباعهم لضمان إيصالهم إلى مركز الاقتراع و ضمان أصواتهم الانتخابية.
   احرصوا زملائي الأفاضل أن تنتخبوا من تثقون في نزاهته و إخلاصه،  و من ترون فيه الكفاءة على تحمّل المسؤولية النقابية بكلّ أمانة، و من يؤمن باستحقاقات الثّورة، و يدرك الدّور التّربوي المنوط بعهدته، و يمتثل للواجب الوطني المقدّس دون قيد أو شرط.
    عاشت تونس حرّة مستقلّة، و عاش الاتحاد العام التونسي سندا   و راعيا للطبقة الشّغيلة.
سمير الزّواري

0/Post a Comment/Comments