اكتشاف كنز قيمته بالمليارات داخل منزل رجل أعمال فرنسي بصلامبو...

اكتشاف كنز قيمته بالمليارات داخل منزل رجل أعمال فرنسي بصلامبو...
اكتشاف كنز قيمته بالمليارات داخل منزل رجل أعمال فرنسي بصلامبو...
         كتشف بعد ظهر أمس محافظ موقع قرطاج الأثري ومحققو فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بقرطاج
مئات الصناديق المرقمة والمقسمة (حسب النوع والحجم) مرصفة الواحد فوق الآخر داخل مستودع كبير بمنزل بمنطقة صلامبو بالضاحية الشمالية للعاصمة تضم آلاف القطع الأثرية التي تعود إلى حقبات تاريخية متعددة عرفتها بلادنا لا تقدر قيمتها المادية بثمن غير أن مصادرنا أكدت أن المحجوز يعتبر بمثابة كنز تقدر قيمته بالمليارات.

أوراق القضية تفيد بأنه في إطار القيام بعمليات التفقد الروتينية للمناطق السكنية الموجودة قرب الموقع الأثري بقرطاج وخاصة أثناء أشغال البناء وردت معلومة على محافظ موقع قرطاج الأثري مفادها تواجد كمية كبيرة من القطع الأثرية بمنزل يمتلكه رجل أعمال فرنسي الجنسية منذ نحو سبعة أعوام محاذ لمنزل والدة ليلى الطرابلسي زوجة المخلوع وكائن خلف معبد طوفات البونيقي فتم في الحين التنسيق مع أعوان فرقة الشرطة العدلية بقرطاج والنيابة العمومية قصد التوجه إلى المنزل المذكور... وبالوصول إلى المنزل كانت المفاجأة في انتظارهم...

مئات الصناديق

آلاف القطع الأثرية التي تروي تاريخ عدة حضارات عرفتها بلادنا أهمها البونية والرومانية والإسلامية مجمعة داخل مئات الصناديق بمستودع المنزل وعلى مقربة من المسبح ومتناثرة هنا وهناك للزينة والديكور.. قطع رخام مصنوعة من أنواع عديدة وعلى أشكال مختلفة.. صواري.. تيجان.. تماثيل من كل الأحجام.. فسيفساء.. قطع زخرف.. قطع فخارية.. إضافة إلى أن جدران المنزل كانت جلها مزينة بالأعمدة والفسيفساء التاريخية.. فتبادرت عدة أسئلة إلى أذهان الجميع: من أين أتى صاحب المنزل الملياردير الفرنسي بكل هذه القطع الأثرية؟ لماذا جمّعها؟ وأي مصير كان ينتظرها؟ هل لتهريبها؟ أم للاحتفاظ بها واستغلالها محليا؟
فكانت الإجابة عن طريق ممثل صاحب المنزل باعتبار أن الأخير مقيم بمؤسسة صحية بعد تعرضه لحادث مرور خطير.. إذ أكد لهم أن رجل الأعمال اقتنى المنزل منذ سبعة أعوام وعثر بداخله على كمية كبيرة من القطع الأثرية ثم شرع في التخطيط لتحويل المنزل الفسيح إلى نزل يتكون من تسع غرف لذلك راح يقتني الآثار من أشخاص يعثرون عليها في منازلهم.
مصادرنا الأمنية أكدت أن خمسة أنواع من القطع بعضها مقطوعة إلى أجزاء صغيرة مصنوعة من الرخام رصفت داخل 481 صندوقا، قسمها صاحب المنزل المدعو باسكال برييار حسب البضاعة إلى خمسة أصناف(36 صندوقا و63 و244 و52 و17 صندوقا) تحتوي كلها على آثار تعود للعهود الحفصية والحسينية والعثمانية الإسلامية والرومانية وخاصة البونية كلها ذات قيمة تاريخية وأثرية.
ويرجح حسب مصدر أمني أن يكون "الطرابلسية" تستروا طيلة سنوات ما قبل الثورة عن الموضوع والقطع الأثرية الموجودة داخل المنزل المجاور لمحل سكنى والدتهم، ومن المنتظر الآن أن يتم التحقيق مع صاحب المنزل بعد تماثله للشفاء لكشف ملابسات القضية التي قد تكون الأكبر في تاريخ تونس.

اكتشاف هام

وباتصالنا بمحافظ موقع قرطاج الأثري أفادنا بأن المعاينة الأولية بينت أن المواطن الفرنسي قام بحفريات داخل منزله الملاصق لمعبد طوفات البونيقي واستخرج كمية كبيرة من القطع الأثرية النادرة دون إشعار مصالح التراث، وأضاف: "اليوم اكتشفنا أن معبد طوفات البونيقي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد يمتد إلى المنزل المذكور وهو اكتشاف هام".
وحول عدد القطع المحجوزة أكد محدثنا أن الجرد جار لتحديدها، ولكنه استدرك قائلا: "الكمية كبيرة وتتطلب حيزا زمنيا هاما لجردها وتصنيفها وترقيمها، وهي تعود إلى الفترات البونية والرومانية والإسلامية". الصباح
---------------------
( المصدر: صوت تونس )

1/Post a Comment/Comments

إرسال تعليق