اتفقا على تعذيبي

 اتفقا على تعذيبي

par Habib Arbi, vendredi 11 novembre 2011, 21:45
الآن دعوني احدثكم عن واحد التقى بواحدة فتضامنا وتآلفا ثم اتفقا على ان يعذباني..

نعم.. هما اتفقا على ذلك.. وقد جمعتهما المصلحة ضدّي
وكم هي المصالح عاصفة بالاغلبية حين تكون ضيقة ؟

ربما كانا يخططان معا لمهاجمتي بين الفينة والاخرى
ربما كانا يستعدان معا للإنقضاض عليّ في الإبان
وربما كانا ينتظراني في اول منعرج قد يجعلني اقع بين ايديهما

على العموم، وقبل ان يقبضا علي في غفلة مني،
كنت سعيدا.. كنت هانئا.. بل كنت ربما من اكثر الناس انتشاء بحالي ووضعي
رغم تواضع الوضع والقدر والإمكانيات

وكم هي فترات السعادة قصيرة يا سادة ؟

كم هي السعادة سريعة الإنهيار او الهروب منا..!!

كم هي السعادة ضعيفة القوة امام قوة الحيرة والانشغال حين يستبدان بالواحد فينا !!!

وفجاة، انتبهت لنفسي.. فوجدت نفسي لست على ما يرام
بل لست كما انا في العادة..
انفاسي ضائقة.. وحالتي "موش ولا بد"

حاولت ان اتمالك نفسي..
حاولت ان اتجاوز..
حاولت ان اصمد.. وان اتحدى

ولكن الهجوم الواقع عليّ كان اقوى من ان اتحمله
وكل هجوم لا يجد دفاعا قويا يأتي على ضحيته بسرعة

انتبهت احملق من حولي في من قام بالهجوم علي..
فكانت المفاجاة كبيرة والصدمة قوية

كيف لا والمهاجمة الأولى هي التي كانت اقرب الناس الي !!!
كيف لا وقد كانت مهاجمتي من اشد الناس مساعدة لي على تجاوز كل الصعوبات

نظرت اليها فكانت نظرتها شديدة..
سالتها عما جعلها تفعل بي ما فعلت فما ردت علي ولو بكلمة واحدة
رجوتها ان تعف علي فما اهتمت برجائي

سالتها بصوت متقطع ولسان مضطرب :
"اهذه انت تتواطئين مع غريب لتفعلي بي ما تفعلين ؟"
فما قالت غير كلمة : 
"انت السبب.. انت الذي دفعني لهذا.. وما انا ببادئة"
ثم واصلت اعتداءها علي.. عشية بحالها ويوما كاملا

نعم.. يوما ونصف اليوم وانا اتلقى الهجوم تلو الهجوم
دون ان اقدر على الرد او دفع الضرر الذي ظل يتزايد ويتفاقم

هي تهاجم.. وتضرب.. وتدفع..
وصاحبها يهدّ.. ويرفع من سقف معاناتي باستمرار

نظرت في عينيه..
ضحكت له..
كلمته بلطف..
حاولت ان احادثه..
حاولت ان اداعبه..
حاولت ان اظهر له انني لا اؤاخذه فيما هو بصدد فعله معي من إضرار واساءة..
الا انه لم يفهم.. 
لم يقدر موقفي منه..
ولم يراع حالتي التي كانت تزداد سوءا كلما زاد هو في اعتدائه علي

وكلما زاد هو في ضرب اواصري وهد ما بداخلي
كلما زادت هي في معاناتي وتعبي واعيائي
حتى انني اسلمت امري لهما وقلت :
يا بشر يا تعيس، ارض بما حصل وتقبل العذاب كما هو عليك اطل

ثم صرت افكر في الطريقة المثلى لتقبل ما ياتيني منهما من تعب ومعاناة 
منتظرا ساعة الفرج والرحمة وانتهاء مهمة تعذيبهما لي

اول ما فعلت، سارعت بوضع كفي يدي على خدي..
فلاحظت ان خدي مرتفع الحرارة على غير بقية جسدي
ثم حاولت تكميد مواطن الآلام والوجع بالضغط بكم يدي
ولكن ما انتهي المي.. وما انقضى وجعي

ولما جن الليل، ولم اتمكن لا من الراحة ولا من الاكل والشرب،
التجأت الى الفراش محاولا الهروب من المعتديين الإثنين علي عسى النوم ينسيني فيهما او يبعدهما عني
ولكن لا فاد النوم معي او معهما
بل هما واصلا ملازمتي حتى مطلع الفجر..
وكم هو ليل المصاب والمتألم والمتعرض لمعاناة طويل.. طويل

وما ان انبلج الصبح، حتى نهضت متثاقلا وعيناي متعبتان 
وحرارتي مرتفعة بكامل جسدي وانا منهك القوى
نهضت ومباشرة قصدت احد اصدقائي، وهو طبيب
قائلا له :
يا صديقي يا طبيبي.. انقذني من ضرسي المتحدة مع ألمي 
قال : 
خذ لك دواء لإزالة الالم واخرا لتطهير الضرس ثم استقم 
ولتحمد ربك على انك عشت الم الضرس يوما ونصف يوم
--------------
بقلم: حبيب العربي 

0/Post a Comment/Comments