غــــــــزة

أقول والقلب في جنبيّ يقطـر
ضُمّي جراحك إنّ الصّبر ينتحرُ
تسرب الحقد فيك من منابعه

وعاث في الأرض لا يبقي ولا يذرُ


وأهرق الدمّ سحالا فبادله


والعين شاخصة والنّار تستعرُ


والأيدي دُونك يا غزا مكبّلة


ومن جراحك ما لا يفعل البشرُ


ردّي عليّ زمانا كنت آمنة


لا مزعجات ولا همّ ولا كدرُ


كم راعني أن أرى طفلا تمزّقه


أيدي الطغاة دليل الحزن معتكرُ


نار يؤجّجها باغ ويغرمها


وما درى أن يوم الثّار ينتظرُ


لا أظلم الزّمن العاتي فإن له


ما لا نرى عندما يهوى وينحدرُ


حركت طرفي فلم أبصر سوى وَهَنٍ


والصمت في سائر الأنحاء منتشرُ


والظّلم يفعل ما قد شاء في بلد


أخنى عليه زمان كله غيرُ


أتى العدوّ له يمشي الغرور به


والحقد نار لها من قبلهم شررُ


روّعت كلّ أمّ لم تجد بدلا


سوى الدّموع من العينين تبتدرُ


يا زارع الحقد مهلا سوف يثمر ما


فعلته يوم لا شمس ولا قمرُ


أدركت قبلك في التاريخ أمثلةً


كانت لنا عبرا ما بعدها عبرُ


تبقى الشعوب ويمضي الجائرون ولا


يبقى لهم بعدها صيت ولا أثرُ
محيي الدين خريف

0/Post a Comment/Comments