هل تعرفون .. عيد الأب؟



سنوات طويلة مرت على احتفالها بعيد الأب لأول مرة إلا أن التاريخ مازال يذكر (جون بي دود) كطفلة صغيرة أطلقت عيد الأب كفكرة جميلة وغريبة


أرادت من خلالها تكريم والدها لاهتمامه وحيدا ولسنوات طويلة بأولاده الستة بعد وفاة زوجته اثناء الولادة.
حققت (دود) الفكرة واقيم عيد للأب في سبوكن واشنطن عام 1910 ولكن الحلم يجعل العيد حدثا وطنيا وعالميا نام حتى1966 عندما أعلن رسميا الأحد الثالث من حزيران يوم عطلة تكريما لكل الأباء واعترافا بتضحياتهم ودورهم في الأسرة والمجتمع.


فهل نعلنه نحن ايضا يوما لتكريم الآباء.


**


اعترف العالم بعطاءات الأم وتضحياتها فكر فيها وخصص عيدا للاحتفال بها لكن الأب ظل مهمشا حتى اعترفوا بعيد له ليصبح كالأم محط اهتمام جميع أفراد العائلة.


ولكن في مجتمعاتنا لم نعترف بعد بأهمية الاهتمام بالأب اذ يظل المسكين لا أحد يلتفت اليه بل نسبة كبيرة من الابناء تراه الوالد القاسي الذي لا يحمل عاطفة ولا يهمه كلمة جميلة تصدر من أولاده ولو لمرة واحدة في السنة لكن الواقع أن الأب إنسان عاطفي إلى حد بعيد يتساوى مع الأم في محبته وتقديره لأبنائه وربما يكون أكثر واقعية في التفكير بحياة أبنائه ومستقبلهم..


فهل تعرفون أن العالم يحتفل بعيد الأب؟


وكيف تنظرون إلى دور الأب في هذا العصر؟


وما رأي حواء بدور الأب وفكرة الاحتفال به؟


نجد من لم يسمع بعيد الأب ولكنه يرى أن ضرورة تكريم الأب أمر بديهي، حيث


لا يمكن لأحد أن يتجاهل أو يتناسى دور الأب في حياة أولاده واهتمامه بهم ولكننا لا نحسن الاحتفاء به, نعتقد أن الأب يكتفي بأن يكون أبا ويقدم واجباته تجاه اسرته دون أن ينتظر كلمة شكر أو اعتراف بالجميل وبرأيي أن الأم هي التي تستطيع تعليم الأولاد كيفية احترام الأب و ضرورة اظهار هذا الاحترام والمحبة وليس من المهم أن يكون هناك يوم خاص بل في كل الأيام.


الكثير منّا يرون أنّنا لا نحتاج إلى عيد أو مناسبة لتكريم الوالد لأن ديننا وطبيعة مجتمعنا يحثاننا دائما على تقدير وطاعة الوالدين وأنا أرى تخصيص يوم لعيد الأب أو حتى الأم هي بدعة وعادة غريبة ونتيجة للغزو الثقافي الذي يحاول تقويض الحياة الأسرية في مجتمعاتنا فمن واجبنا وحق الأب علينا أن نكرمه في كل لحظة وأنا كأب أرى أن الاحتفال الحقيقي بأبوتي هو نجاح أولادي وسعيهم لرفع رأسي عاليا بأخلاقهم وتربيتهم وتفوقهم في الحياة.


ويرى البعض الآخر أنه لو اعتبرنا الأمر بدعة فما من شك أنها افضل وأرقى البدع، فهي


مناسبة جميلة تذكرنا بواجبنا تجاه ابائنا لنقدم لهم ولو مرة في السنة التقدير الذي يستحقونه وللخروج من رتابه الأيام خاصة مع الوضع الذي يضطر الكثير من الآباء إلى الابتعاد عن اولادهم حيث يعملون بدوامين مثلا لتأمين احتياجات الأسرة فهذا اليوم يكون مناسبة للاعتراف بجميلهم وكي يشعروا أن الأبناء ممتنون للجهود التي يبذلونها.


إنّ غياب الأب يسبب شرخا عائليا ما يضعف علاقته، فلماذا


لا يكون هناك يوم للأب؟


نعم من المفترض أن يوجه الأبناء ليحسوا بأهمية وجود الأب حتى لو كان غائبا وربما يوم في السنة سيشكل قاعدة جيدة ليبقى التواصل مع الآباء فمثلا رغم خروج المرأة إلى العمل لا يزال المجتمع متمسكا بدورها الأساسي في الاهتمام بالأولاد والتواجد معهم فيما نراه يترك هذه الالزامية المعنوية جانبا بالنسبة للأب وهذه العوامل غالبا ما تعمق صورة الأب وتحدد دوره بالمعيل المادي اكثر من اي أدوار إنسانية أخرى.


هناك من لا يعارضون تكريم الاشخاص وإقامة العيد كرمز ولكنهم يخشون التحول إلى المنحى الاستهلاكي، فهم لا يمانعون
تحديد يوم للاحتفال به ولكنهم يخافون من تحوله إلى الاتجاه المادي الذي نراه في باقي الأعياد،شراء هدايا غالية صباحا ثم ننسى العيد وأصحابه ونعود لمدة 364 يوما منشغلين بأنفسنا ومشاغلنا غير مدركين لحاجات أهلنا النفسية والمعنوية قبل المادية ولكن اذا اردنا ان نكون صادقين ومنصفين فمن الاجحاف بحق الأب والتمييز ضده الاحتفال بالأم دونه.


أبو محمد غاضب من الابناء والمجتمع وايضا الاعلام يقول:


الإعلام مقصّر في نشر هذا العيد كتقليد في المجتمع لأن رب الأسرة صاحب الدخل المحدود صار بحاجة إلى المعنويات العالية اكثر من اي وقت مضى، والعيد رغم انه يوم رمزي سيعني الكثير للأب، سيذكر أولاده بأنه ربّاهم، و سيدفعهم العيد للاتصال به والسؤال عن حاله


من الضروري الاعتراف بدورالأب والاحتفال به لأنه (جسر البيت ) وعيد الأب الأهم هو احترامه في بيته ومجتمعه لذلك قد يكون من المهم تركيز الاعلام على وضع برامج ومواد تعلم الناس القيم والالتزام باحترام الأب والأم، فبدلا من الهدايا والقشور يجب تقدير الأب ورفع معنوياته ليعطي أكثر.

0/Post a Comment/Comments