أسئلة الأطفال حول الأمور الجنسية و كيفية الرّدّ عليها

أسئلة الأطفال حول الأمور الجنسية و كيفية الرّدّ عليها


هناك العديد من الأسئلة الغريبة و الدّقيقة التي يطرحهــا الأطفال، فيلجــأ بعــض الآبــاء و الأمّهات إلى الإجابة عليها بإجابات مبهمة أو ضارّة بالطّفل و بنفسيّته. من أين جئت؟ إنّ أيّ إنسان يجد نفسه في مكان غريب لا بدّ و أن يسأل من حوله كيف جئت إلى هنا؟ إنّ الطّفل يجد نفسه فجأة في الحياة، و من حقّه بل من الطّبيعي أن يسأل: " من أين جئت؟ " أو " كيف جئت إلى هذه الدّنيا؟ " للأسف أنّ بعض الآباء يجيبون بأنّ " الطّبيب أحضرك لنا في حقيبة " أو " وجدناك على باب الجامع " أو " العصافير وضعتك لنا في الدّار " ... إلى غير ذلك من الإجابات الخرافيّة البعيدة عن الواقع. يشعر بعض الآباء أنّ السّؤال شديد الحساسيّة، و أنّه ليس من الحكمة أن يجيبوا الطّفل على أسئلته، فيلجؤون إلى التّهرّب من الإجابة بالرّدّ التقليدي ( هذه المواضيع من شأن الكبار و عندما تكبر سوف تعرفها.) إنّ الاتّجاه التّربوي السّليم هو أن تُظهر المّ اهتمامها بسؤال الطّفل و يكفي جذّا أن تقول لطفلها ابن الأربع أو الخمس سنوات، أنّه جاء إلى الدّنيا من بطن أمّه، و إذا استرسل في الأسئلة تقول له ( إنّ كلّ طفل مثله يكبر أوّلا في بطن الأمّ حتّى يستطيع أن يعيش وحده فيخرج إلى الدّنيا و لا يظلّ متعلّقا بأمّه ). و عندما يصل الطّفل لسنّ السّابعة أو الثّامنة يمكن للأمّ أن تستعين في إجابتها بالتّمثيل بمخلوقات يراها الطّفل و يعرفها، و من أهمّها الطّيور و الحيوانات الأليفة، فتقول له: " الطّفل يخرج من بطن أمّه مثل خروج البيضة من الدّجاجة". و طبعا كلّما احتكّ الطّفل في بيئته الاجتماعيّة في المنزل أو في المدرسة أو في غيرهما بالحيوان أو النّبات، و اكتسب الخبرة عن طريق الملاحظة الحسّية و غير الحسّية لحياة النّبات و حياة الحيوان، كلّما ساعد ذلك على كسب المعرفة بنوع خاص، لذلك فإنّه من الضّـروري الاعتمـاد عــلى تنشئـة الأطفـال و تربيّتهـم الجنسيّـة علـى التّعليـم و التّوجيــه و الاحتكاك بالطّبيعة، فالملاحظة كثيرا ما تجيب عن بعض أسئلة الطّفل. إنّ ميل الطّفل لاستطلاع المسائل الجنسية ميل طبيعي نقيّ يتّجه إلى المعرفة الخالصة، لذلك فهو يسأل من أين جاء، و يلاحظ الفروق بين مختلف النّاس من ذكور و إناث. من أين يأتي اللّبن الّذي ترضعه الأمّ لأخته الصّغيرة؟ يهتمّ الأطفال دائما بالأجزاء الجسميّة و وظائفها، فيسأل الطّفل مثلا: " لماذا كان لأمّه ثدي؟ و من أين يأتي اللّبن الّذي ترضعه المّ لأخيه أو لأخته الصّغيرة؟ و لماذا ليس له ثدي كبير مثل أمّه؟ " و يجدر بالأمّ أن تجيب الطّفل بأنّ كلّ إنسان له ثدي و ترشده إلى ثديه، و تُفهمه أنّ الطّفل الرّضيع ليس له أسنان مثل الكبار ليأكل بها، و لذلك فإنّ الأمّ تأكل الطّعام العادي و تحوّله إلى لبن يرضعه منها الطّفل الصّغير. أمّا بالنّسبة لحجم الثّدي فتفهمه بأنّ الولد و الرّجل ثديهما صغير و أن البنت و الأم ثديهما كبير نوعا ما، و أنّ الله خلقنا هكذا. يجب علينا أن نُشبِع شغف الطّفل بالاستطلاع أوّلا بأوّل إذ أنّ هذا الإشباع يهدّئ من حدّة الشّغف. لماذا لم يلد بابا طفلا؟ الإجابة على مثل هذا السّؤال يجب أن تكون مبسّطة و مختصرة، و تتلخّص في الآتي: إنّ الله خلق المرأة لتلد و تربّي الأطفال، و خلق الرّجل ليقوم بالأعمال التي تحتاج لقوّة. و قد تسأل بنت صغيرة: " لما لا ألد أنا طفلا مثلك يا ماما؟ " الإجابة عن هذا السّؤال سهلة و تنحصر في الآتي: " عندما تكبرين ستتزوّجين، و عندئذ سوف تلدين طفلا ". لماذا يتزوّج الرّجل امرأة؟ إنّ الطفل يسمع عن الزّواج و الطّلاق بصفة دائمة في البيئة، كما أنّنا نصحبه إلى حفلات الزّواج و يرى في الحفل شابّا و فتاة، و قد لا يشدّ اهتمام الطّفل ما يدور حوله من رقص و غناء و بهجة بقدر ما يشغله سؤال يجري به إلى أمّه هو: " لماذا من الضّروري أن يتزوّج الرّجل امرأة؟ " إنّ بعض الأمّهات يصدمن بمثل هذا السّؤال، و يشعرن بالحرج الشّديد، و يسألن أنفسهنّ كيف يفكّر طفل في مثل هذه الأمور؟ إنّ السّؤال طبيعي و الدّهشة لا محلّ لها، فالطّفل عادي بل ذكي يبحث عن التّفسير لكلّ ما يراه من حوله. الإجابة على مثل هذا السّؤال ليست صعبة، فإذا كان الطّفل بيـن الثّالثـة و السّادسـة أو السّابعة يمكن أن يكون الرّدّ كالآتي: " كلّ طفل مثلك لا بدّ أن يكون له أب و أم، لذا لا بدّ من وجود رجل و امرأة في العائلة." أو " كلّ واحد في الدّنيا له وظيفة لا يقدر أن يقوم بهـا الثانـي، فالرّجـل خلقـه الله ليعمـل، و الم لتنجب الأطفال و تعدّ الطّعام و تعتني بشؤون البيت، لذا فلا بدّ من وجود رجل و امرأة في البيت." لماذا الأخ لا يتزوّج أخته؟ الرّدّ على هذا السّؤال سهل و يجب ان يعتمد أساسا على الدّين، و على غرس محبّة الغير في نفس الطّفل، فتقول المّ " يجب أن نطيع الله و نعمل بما جاء في القرآن الذي حرّم زواج الأخ بالأخت، و عندما يتزوّج الرّجل بغير أخته ينجب أطفالا أقوياء أصحّاء." و لا بدّ أن تضيف الأمّ قائلة": " إنّ الله له حكمة ثانية في عدم الزّواج بين الأخ و الأخت، فعندما يتزوّج الرّجل بغير أخته تكبر العائلة و تتعدّد أفرادها و يعيش كلّ الأقارب في سعادة و سلام، و أنت طبع تحبّ أن يكون لنا كثير من الأقارب." لماذا يوجد فرق بين الولد و البنت؟ إنّ أفضل إجابة على هذا السّؤال هي: " أنّ الله خلق الرّجل و المرأة و لكلّ منهما وظيفة مختلفة، البنت لمّا تكبر تصبح أمّا و تنجب أطفالا و تعتني بتربيّتهم و تقوم بشؤون المنزل، و الرّجل يخرج للعمل، لذا لا بدّ من وجود فرق بين البنت و الولد. لماذا لا نستحمّ أنا و أختي أو أنا و أبي معا؟ في سنّ الخامسة أو السّادسة يحسن ألا يستحمّ الطّفل مع من يكبره أو مع أخته التي تكبره أو تصغره. في هذه السّنّ عادة يحسن الامتناع عن الاستحمام أمام الأطفال. للرّدّ على هذه الأسئلة، يجب أوّلا عدم اظهار الحياء بشكل مبالغ فيه، لأنّ ذلك سيزيد فضول الطّفل و يجعله ينظر إلى العري نظرة محرّمة و بذيئة، و يكفي الرّدّ على هذه الأسئلة بكلّ بساطة، فتقول المّ: " لأنّك الآن صرت كبيرا كما صارت أختك كبيرة، و الأولاد و البنات الكبار يستحمّون كلّ على حده بمساعدة قليلة من الأمّ." هذا و الأنسب أن يستحمّ الطّفل و أخته معا في السّنوات الأولى قبل الخامسة، وهو ما يوصي به رجال التّربيّة خصوصا لو كان الفارق بينهما في السّنّ صغيرا لا يتجاوز السّنتين، و لكن عندما يبلغان سنّ الخامسة يجب فصلهما فيستحمّ كلّ منهما على انفراد". يرى الفيلسوف العالمي " برتراند راسل " أنّه يجب أن يسمح للطّفل في سنتيه الأولتين أن يرى والديه و إخوته و أخواته عراة صدفة كلّما حدث ذلك في مناسبة غير مقصودة، و لا يجوز أن يكون هناك إظهار للتّحرّج إزاء ذلك، لأنّه مع كبر سنّه و نموّه سيتعلّم من البيئة أنّ التّستّر أمر واجب، و لكنّه يكون قد استفاد معرفة الفروق بين الإخوة الذّكور و الأخوات الإناث و بذلك يفقد الجنس قيمته كموضوع يشغف الطّفل بالبحث فيه.

0/Post a Comment/Comments