أهمّيّة التّربيّة الجنسيّة للآباء
يجمع علماء التّربية و علم النّفس و الصّحّة النّفسيّة على أهمّيّة " تربية الآباء " التّربية الجنسيّة الصّالحة حتّى يتيسّر لهم تنشئة أبنائهم نشأة سليمة، و لكي لا يتسبّبوا في تعقيدهم نفسيا.
إنّ الآباء الّذين يلتزمون الصّمت إزاء أبنائهم أو الّذين يصدّون أبناءهم، و يلصقون الجنس بقيم القذارة و العيب إنّما يضرّون أبناءهم و يزيدون من شوقهم و ميلهم للبحث فيه، فينفرون من الآباء و يبحثون عن إجابات لأسئلتهم من أقرانهم أو من الخدم، وهي عادة إجابات خاطئة و ضارّة.
طريقة تربية الأطفال تربية جنسيّة تتلخّص في إشراكهم في حلقات دراسية أو توجيه برامج إعلاميّة عامّة تتضمّن أحاديث في علم الحياة و التّشريح، و أسس الصّحّة النّفسيّـة و الفروق الفرديّــة فــي مراحــل النّمــوّ المختلفــة، و نفسيّــة الطّفــل، و لهـذه الدّراسـات و المناقشات أثرها في وضع حدّ لتردّد و خجل الآباء و الأمّهات من مناقشة حقائق مع أبنائهم.
تلجأ الجامعات في الدّول المتقدّمة إلى تدريس مادّة الأسرة و الزّواج في برامجها للشّباب قبل الزّواج لنفس الغرض.
إنّ التّربية الجنسيّة للطّفل لا يجب أن تترك للصّدفة، بل يجب أن تبدأ في المنزل و تستمرّ في المدرسة بالرّوح العلميّة الهادئة، على ان تُعطى المعلومات الجنسيّة ضمن الدّراسات الخاصّة بالنّبات و الحيوان في علم الأحياء و الصّحّة و التّشريح و النّبات، أي بطريق غير مباشر. عندما يكبر الطّفل و يصبح في مقتبل سنّ المراهقة أي بين 14 و 15 سنة تُعطى له معلومات واضحة عن المراض السرية، و حكمة التّشريع الاجتماعي للزّواج، و قواعد تكوين الأسرة تكوينا صحيحا.
أمّا بالنّسبة للسّنّ الّذي نبدأ فيه بالتّربية الجنسيّة للطّفل، فيجب ألا نبدأ إلّا عندما يسأل الطّفل، و يجب عندئذ أن تُعطى المعلومات في كلّ مرحلة من مراحل النّمو بالطّريقة التي تلائمنا، و حبّذا لو أمكن إعطاء فكرة عامّة عن الجنس بطريقة غير مباشرة للطّفل قبل سنّ العاشرة
هذا و يجمع علماء التّربية على أنّ مهمّة شرح المعلومات الجنسيّة يجب أن يقع أغلبها على عاتق الأم، على ان يساعدها الأب و المدرسة في الأمر، و لا يجوز أن يوكل إلى الطّبيب شيء من ذلك.
إنّ موضوع الجنس يجب ألا يعامل في العائلة كلغز، و من الأخطإ الظّنّ بأنّ الأطفال لا يحتاجون معلومات في هذا الشّأن.
إرسال تعليق