خيانة موصوفة

خيانة

أحسست يوما بضيق شديد ينتابني من جرّاء ضغوط الحياة وتعقيداتها، فخطر لي أن أزور أحد الأصدقاء الشّبّان لمؤانسته بما أنّه أعزب و يعيش في شقّة صغيرة بمفرده.

قابلت صديقي الشّاب عند باب الشّقّة وهو خارج في عجلة من أمره، و طلب منّي أن أدخل الشّقّة و أمكث بها في انتظاره ريثما يعود من المغازة بعد شراء علبة سجائر و قارورة مشروب غازي و بعض الفواكه الجافّة.

ولجت الشّقّة و تمدّدت على أريكة بقاعة الجلوس، فطرق سمعي صوت موسيقى هادئة منبعثة من غرفة نومه المضاءة بضوء خافت.

دفعني الفضول إلى دخول الغرفة لاستجلاء الأمر، و ما أن فتحت الباب حتّى فوجئت بمنظر واحدة عارية تماما مستلقية على ظهرها، فأغمضت عيني و عدت أدراجي إلى قاعة الجلوس مضطربا، لاعنا القدر الذي ساقني إلى هنا في وقت غير مناسب و هممت بمغادرة الشّقّة في الحين، لكن سرعان ما تراجعت عن ذلك، و قرّرت أن أؤجّل الانصراف ريثما يعود صديقي.

رجعت إلى مكاني بقاعة الجلوس، و انشغلت بتصفّح مجلّة، غير أنّ صورة تلك العاريّة بقيت تتراقص في مخيّلتي، قوامها الرّشيق،صدرها المكتنز، فخداها النّاصعتا البياض...إلخ.

بدأ الشّيطان يزيّن لي فعل السّوء و يدفعني دفعا إلى دخول غرفة نوم صديقي مثيرا في غريزتي البهيمية، و عشت لحظات مريرة من الصّراع النّفسي الدّاخلي، و حاولت مغالبة الشّيطان و وساوسه الدّنيئة غير أنّي لم أفلح في ذلك، إذ تحرّكت بداخلي شهوة قويّة لم أقدر على كبتها. وجدت نفسي أنقاد إلى الغرفة لا شعوريا ضاربا عرض الحائط قيم الصّداقة و الوفاء و الإخلاص، إذ أنّ الدّافع الشنيع كان أقوى من كلّ ذلك.

دخلت عليها الغرفة، فوجدتها على حالتها السّابقة في وضعيّة مثيرة تنبعث منها رائحة ذكيّة، كانت كلّ الظّروف مغرية للانقضاض عليها، مكيّف الهواء تنبعث منه نسمات لطيفة، و ضوء الغرفة خافت، و قارئ الاسطوانات يبثّ موسيقى شاعريّة جميلة.

تقدّمت نحوها بتؤدة، و جلست بقربها، و أخذت أرمقها بعيني مشدوها إلى جسمها المتناسق، و بدأت يدي تمتد إليها تدريجيا برفق، و كنت كلّما ألامس جسمها الطّريّ أسحب يدي بسرعة و أهمّ بالنهوض، ثمّ أعيد الكرّة مرّة و أخرى، و أخيرا مسكتها من فخذها بيدي اليمنى و سحبتها نحوي بقوة و أطبقت يدي اليسرى على فخذها الثاني بشراسة، و عيني على صدرهـــا، و رفعتهـــا عاليـــا، و انقضضت عليها كوحش كاسر، و جعلت ألتهمها بكلّ نهم و شراهة بادئا بفخذيها ثمّ صدرها فعنقها إلى أن افترستها بأكملها . لم أبق منها إلا العظام بعد أن نهشتها كليا.

دخل صديقي فجأة الغرفة فوجد يديّ ملطّختان، و ألقى نظرة على كدس العظام أمامي، ثمّ أخذ يحدّق فيّ مبتسما. طلبت منه خجلا الصّفح على ما اقترفته من ذنب في حقّه، فربت على كتفي بعد أن أصدر قهقهة عالية هزّت المكان و قال لي: " لا عليك، فأنا أعرف أنّك لا تستطيع أن تتمالك نفسك أمام دجاجة مشويّة ، لكن لن أغفر لك إلا بعد أن تجلب دجاجة أخرى من محل شواء الدّجاج أسفل العمارة على حسابك الخاصّ ." فأجبته في الحال: "سأعوّض دجاجتك بدجاجتين إن شئت "

1/Post a Comment/Comments

  1. J'ai eu peur en lisant le début et je me suis dit comment il a pu éditer un article pareil mais ensuite j'étais morte de rire ya3tik sa7a!!Est-ce ton oeuvre ou celle de quelqu'un d'autre? 

    ردحذف

إرسال تعليق