.... و تستمرّ الحياة

الكثير منّا يبكي على أمور لاتستحقّ من عينيه دمعة ولاتستحقّ من وقته برهة تفكير....
هل سألت نفسك يوما سؤالا: " لماذا ابكي وأحزن على أمور ذاهبه.. ونفسي التي أملكها ذاهبه؟..
ربّما نمرّ أحيانا في أوقات عصيبة. أوقات نتمنّى فيها أنّنا لم نولد في هذه الحياة ..أوقات نتعجّب لماذا هذا الحظ العاثر..
ماذا فعلنا في دنيانا لكي نلاقي كل هذا؟
لم نسئ لأحد لم نقترف ذنبا.. بل كنّا كما يجب بنا أن نكون.. وربّما أكثر....ولاقينا عكس ما تمنينا.. فما السّبب !؟
لنعلم أنّه لا يفوح العطر حتى يسحق ولا يطوّع العود حتى يحرق ،وكذلك الشدائد هي خير ونعمة .
الانتقام أسوأ الحلول، والحقد أضعف الأسلحة..
سامح أعداءك فالحياة قصيرة والموعد غد..
لاتفكر باليوم أو ماذا حصل فيه.. دعه وراءك.. وفكر بالغد ماذا ستنجز وماذا ستفعل، والأهم من ستكون ...!!؟..
هل ستتقدم الى الأمام و تتطور إلى الأفضل.. ام أنك سترجع الى الوراء..؟
لاتفكر في ماذا أنجزت وماذا حصلت من جزاء..فكل هذا ماضى وانتهى.....فالحياه تستمر ولاتتوقّف بسبب مشكلة..أو حادثة ، فالحياة لن تكون حياة دون مشاق ومتاعب، ولايوجد انسان خال من الهموم والأحزان..لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالصّبر والاحتساب فقال تعالى: ( إن الله مع الصابرين) ..
لا تبك على مافات بل اشكر الله على ماتبقى.
ثق بنفسك ولا تعتمد على الناس واعتبرهم عليك لا لك وليس معك الا الله، ولا تثق بإخوان الرخاء.
لا تفرح أعداءك بغضبك وحزنك فإن هذا ما يريدونه ويتمنون حصوله، فلا تحقّق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك ومزاجك.
سر مستقيما كي تحيّر عدوّك ،و كن صامدا.. صبورا.
لاتظهر دموعك ولو كانت على وشك الانهمار.
كن قويا..شجعا..مؤمنا بقضاء الله وقدره .
كن كالجبال الشامخة مهما أصابها من رياح.. زلازل.. براكين.. لا تتحرك بل تصمد في مكانها،ربما تتأذى وتتكسر بعض الشيء.. لكنها تبقى واقفه متماسكة.
صحيح نحن بشر..لكنّ الله أنعم علينا بنعمة الصّبر والاحتساب.. نعمة النسيان.. المغفره .. العفو.
حاول ان تحول خسارتك إلى ربح، واصنع من الليمون شرابا حلو المذاق والطعم، وأضف الى ماء المصائب جرعة من السكّر أو العسل..وتكيف مع الظروف بشكل عام ..سواء كانت قاسيه.. مؤلمة.. جارحه..غير متوقعة...
حاول ولاتيأس.. فلا حياه مع اليأس ولايأس مع الحياة ..
حاول أن تقضي على العداوة ، واصنع من الصّداقة والمحبّة شيئا جميلا..
كن محبوبا..رحيما..مسامحا.. عطوفا...
سؤالي لك أيّها الانسان سواء كنت يائسا.. حزينا..مقهورا.. مظلوما..مهما كانت نفسيتك في هذا الوقت :
- لماذا تلوم الأخرين حتّى و إن أخطؤوا في حقك ، ولا تلوم نفسك ؟ فأغفر لهم وسامحهم.
ستقول تعبت من كثرة التسامح والمغفرة.. مللت.. تعبت.. ضجرت ....وياليتني لقيت منهم كلمة شكر، بل اوتمادوا في تعذيبهم لي..لم يقدّروا مافعلته من أجلهم.. مابذلته من أجل راحتهم.. وإسعادهم....
كل هذا الكلام ليس مهما....المهم أنّك فعلت ماعليك فعله.. ما أملاه ضميرك عليك ..ودعها للخالق سبحانه وتعالى..فلن يضيع حقّ من توكّل على الله
لم نفسك على التقصير والذنوب الكثيره ..لم نفسك على أمور فعلتها وأنت تعلم أنّها أغضبت ربّك ..
لم نفسك على فقير لم تتصدّق عليه.
لم نفسك على فروض فوتّها..لم نفسك على كلمة " أف " قلتها لأحد والديك .. لم نفسك على اغتيابك ونميمتك على أحد اصدقائتك.. والمشوار يكمل مسيره ..ابحث وابحث سترى امورا كثيرة تظهر لك الملامة..تطلب منك المراجعة و الإصلاح، والصّحوه من الغفله الطاغية على عقلك وقلبك ..
فلا تكن من الذين طُبع على قلوبهم..فحذار ، ولا تلم أحدا فإنك تملك من العيوب ما يملأ الوقت في إصلاحها، فاترك غيرك وشأنه..ولاتفكر بما مضى.. وفكر بالمستقبل..فالوقت أمامك ..
فكر جيدا.. واستخدم عقلك لاقلبك..وتحلّى بالأمل..وكن نبضا له..فالأمل هو المجداف لسفينة الحياة .. دونه ستبقى مكانك ولن تستطيع الحراك .
وليكن ايمانك بربك كبير.. فما خاب من توكّل على ربّه.وسلّم أموره لله للوكيل.

0/Post a Comment/Comments