تك تك تك تك مطر ينزل

إثر الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بمدينة المهدية يوم الجمعة الفارط عمّت مياه الأمطار إحدى كبريات المدارس الابتدائية بالمدينة و التي تحمل اسم أحد أعلام الحركة الوطنيّة من أصيلي المدينة الذين خطوا بنضالهم صفحة من صفحات تاريخ الكفاح الوطني المجيد . و بما أن هذه المدرسة موجودة في أرض منخفضة و لم يراع في بنائها الأسس المعماريّة و القواعد الهندسية المناسبة للموقع عمّت المياه قاعات الدّروس إلى حدّ أن مستواها تجاوز مصطبات القاعات، مما حدا بالمعلمين و الحارس إلى حمل التلاميذ الصّغار في أحضانهم و إخراجهم عبرّ النوافذ، و رغم استنجاد المدرسة بالحماية المدنية لم تحرّك هذه الأخيرة ساكنا، و لم يحضر أي مسؤول لمعاينة الأوضاع عن كثب . وفي اليوم الموالي فوجئ إطار المدرسة بزيارة من قبل عدد كبير من المسؤولين السّامين قبل ابتداء حصّة الدّراسة الصّباحيّة.
استبشرت الأسرة التّربويّة بوجودهم إذ أنّهم كانوا يعتقدون أنّ الهدف من هذه الزّيارة هو معاينة أوضاع المدرسة و الاطمئنان على فلذات أكبادنا و معلّميهم، و التّنويه بالمجهودات التي أبذلها كلّ العاملين بالمدرسة لتطويق الأزمة العابرة، إلا أنّ ظنّهم لم يكن في محلّه لمّا أيقنوا أنّ سبب الزّيارة هو التّحقّق ممّا بلغ أسماع المسؤولين و مفاده أنّ بعض المعلّمين طلبوا من تلاميذهم عدم المجيء في اليوم الموالي، و إثر التقصّي و التحرّي اتضح للسّادة أنّ سبب غياب بعض المعلمين لم يكن مردّه أوضاع المدرسة النّاجمة عن تهاطل المطر، بل كان ذلك بسبب حضور لقاء بيداغوجي، ولم يغادر المسؤولون المدرسة إلا بعد التأكد من حضور كافّة المعلّمين العاملين صباحا باستثناء المدعوين للقاء. أمّا بخصوص الإجراء المتّخذ يومها لحماية التّلاميذ مستقبلا من مياه الأمطارفقد تم الاكتفاء بوضع أكياس كبيرة من الرّمل بالسّاحة على غرار الأكياس التي يحتمي بها الجنود من رصاص العدو أثناء المعارك ، مع توصيّة المعلّمين بوضع الأكياس أمام الأقسام عند نزول المطر للتّخفيف من حدة تسربّها إلى القاعات .
لم يقف وضع المدرسة عند هذا الحدّ، بل تواصلت مخلّفات الأمطارإلى اليوم بنزؤل جزء إسمنتي من سقف الرّواق عند دخول التّلاميذ إلى الأقسام، و لا شكّ أنّ مدير المدرسة أعلم المسؤولين غير أنّه لم يحضر أحد للمعاينة و أخذ التّدابير المناسبة.
آمل أن يتدرّب المعلّمون من الآن فصاعدا على حمل الأثقال لتقويّة عضلاتهم حتى يتمكنوا من صدّ مياه الأمطار و منعها من التسرّب إلى الأقسام بواسطة هذه الأكياس الواقية بما أنّ محتواها الرّملي قد يكون غير قابل لنفاذ الماء، و غير خاضع لخاصّيات الرّمل الفيزيائيّة.
أخيرا بودّي أن يتمّ تدريب التّلاميذ على السّباحة تحسّبا لتهاطل المطر مجدّدا بنفس الغزارة و ذلك لتفادي الغرق .

1/Post a Comment/Comments

  1. موضوع يستحق التامل والتمحيص من جميع الاطراف.

    مسكينة انت ايتها المدرسة الابتدائية التونسية .

    ردحذف

إرسال تعليق