زواج عبد اللّه

خرج عبد المطلب بعبد اللّه يريد تزويجه حتى أتى بن عبد مناف بن زهرة وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا فزوجه ابنته آمنة بنت وهب(1) وهو يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا فحملت برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه نفسها فقال لها "مالك لا تعرضين عليَّ اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس؟" فقالت له فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس لي بك اليوم حاجة. وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر واتبع الكتب أنه كائن لهذه الأمة نبيّ. وكان تزويج عبد اللّه من آمنة بعد حفر زمزم بعشر سنين، وكان اسم عبد اللّه عبد الدار، فلما كان في السنة التي فدي فيها قال عبد المطلب "هذا عبد اللّه" فسماه يومئذ كذلك. وبعد زواج عبد اللّه بقليل خرج من مكة قاصدا الشام في تجارة ثم لما أقبل من الشام نزل بالمدينة وهو مريض وبها أخواله من بني النجار فأقام بها حتى توفي لشهرين من الحمل بابنه محمد صلى اللّه عليه وسلم ودفن في دار النابغة الجعدي وله خمس وعشرون سنة، وهذا هو المشهور. وقيل ثمان وعشرون سنة. وترك عبد اللّه جاريته أم أيمن بركة الحبشية وخمسة جمال وقطعة من غنم. وقد رثته آمنة بهذه الأبيات: عفا جانب البطاء من آل هاشم * وجاور لحدا خارجا في الغماغم دعته المنايا دعوة فأجابها * وما تركت في الناس مثل ابن هاشم عشية راحوا يحملون سريره * تعاوره أصحابه في التزاحم فإن تك غالته المنون وريبها * فقد كان معطاء كثير التراحم
-------------------
(1) تجتمع آمنة هي وعبد اللّه في كلاب.
( محمّد رضا )

0/Post a Comment/Comments