رفاهيّة المصحّة



أخطر الأشياء أن تتحوّل المصحّات و المستشفيات الخاصّة في أيّ مكان إلى ما يشبه الفنادق السّياحيّة من فئة خمسة نجوم تعتني برفاهيّة الجسد أكثر ممّا تعتني بعافيته.
فإن كانت الإقامة بالفنادق و النّزل للترفيه اختيارية و تتوافق عادة مع الأوضاع الماليّة للنّزلاء، فالإقامة بالمصحّات تستوجبها أحيانا الظروف الصّحيّة الاستعجالية، و قد يصاب المريض بالاندهاش عند تسلّم فاتورة الخدمات الصّحّية الملزم بدفعها، و التّي تكون مشطّة إلى أبعد الحدود، فيجد نفسه مضطرا حتّى إلى بيع ممتلكاته لتسديدها، و الملفت للانتباه أنّ الخدمــات الهامشيــة و الإضافية المجحفة، و التي لا علاقة لها بالعلاج تحتلّ نسبة هامّة في الفاتورة.
و من المضحكات المبكيات أن يقع حجز الميت بالعيادة الخاصّة إلى حين تسديد الديْن المتخلّد بذمّته من قبل أهاليه، و كلّ تأخير عن ذلك يتمّ احتسابه.
ألا تشبه المصحّة حينذاك المنشار آكلا من الخشب أثناء قصّه صعودا و نزولا ؟

0/Post a Comment/Comments