أقسم رجل بيمين أن لا يتزوّج حتّّى يستشير مائة نفس بسبب ما قاسى من بلاء النّساء، فاستشار تسعة و تسعين نفسا، و بقي واحد فخرج على أن يسأل أوّل من نظر إليه، فرأى مجنونا قد اتّخذ قلادة من عظم و سوّد وجهه و ركب قصبة، فسلّم عليه و قال: مسألة فقال: سَلْ ما يعنيك و إيّاك السّؤال عمّا لا يعنيك ... فقلت مجنون و الله، و سألته: " إنّي أصبت من النّساء بلاء و آليت أن لا أتزوّج حتّى أستشير مائة نفس، و أنت تمام المائة.
فقال: اعلم أن النساء واحدة لك و واحدة عليك و واحدة لا لك و لا عليك، فأمّا التي لك فشابّة طريّة لم تمسّ الرّجال، إن لاأت خيرا حمدت، و إن رأت شرّا قالت كلّ الرّجال على مثل هذا، و إمّا التي عليك فامرأة ذات ولد من غيرك فهي تسلخ الزوج و تجمع لولدها، و أمّا التي لا لك و لا عليك فامرأة قد تزوجت قبلك فإن رأت خيرا قالت هكذا يجب و إن رأت شرا حنّت إلى زوجها الأول.
فقلت: ناشدتك بالله ما الذي غيّر من أمرك ؟
قال: ألم أشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك.
فأقسمت عليه فقال: إنّي رُشِّحت لخكة قاضي فاخترت ما ترى على القضاء
.......... عقلاء المجانين
إرسال تعليق