رسالة فوريّة لفتاة مهدويّة



الموضوع: نشر الصّور المسيئة للإسلام و المسلمين

تحيّة و سلاما

أمّا بعد: أختي العزيزة، أثناء تصفّحي لبعض المقالات المنشورة بمنتدانا الرّائد الذي هو القاسم المشترك بيني و بينك وجدت نفسي صدفـة أمام صور مقرفـــة مسيئــــة للإســـلام و المسلمين تحمل توقيعك، و لا أشكّ لحظة أنّ ما دعاك لهذا هو غيرتك المفرطة على دين الإسـلام و حسن نيّتك وهو ما يبدو من خلال تعاليقك الصّادقة عن الصّور.
لقد دفعني الفضول و حبّ الاطّلاع إلى البحث في موضوع الإساءة لديننا الحنيف عبر شبكة الانترنت و لا أخفي عليك اندهاشي و استغرابي لمّا لاحظت أنّ أغلب الصّور المشينة للإسلام نشرت بمنتديات عربيّة إسلاميّة، و قد كنت أتوقّّع أني سأجد أكثرها بالمواقع البغيضة التي تشنّ حملاتها المعادية للإسلام.
أختي المحترمة تساءلت عن سرّ ذلك، و لمّا انكشف السّبب زال العجب، إذ وجدت أنّ هناك رسّاما أمريكيّا يدعى ديفيد و هو إلى جانب ذلك خبير فـي معالجـة الصّــور، و فد كـــان هــذا الرّسّام يكنّ حقدا دفينــا للإسلام و المسلمين، و لمّا شاهد هذا الطّالب الأمريكي الرّسومات الكاريكاتوريّة المسيئة للمسلمين التي نشرت في الصّحف الأوربية سرّ بذلك أيّما سرور و حاول أن يساهم بشيء يغيظ به المسلمين لإشباع نزعته العدائيّة، فقام برسم كاريكاتوريات مسيئة لله سبحانه و لآياته في مكان نجس، و ركّب صور وجوه مسلمين على حيوانات، و كتب سورة الفاتحة على فستان امرأة سافرة، ثمّ توجّه بصوره القذرة إلى رئيس تحرير إحدى الصّحف العريقة عارضا عليه نشرها، غير أنّ هذا الأخير رفض ذلك رفضا قطعيّا مخافة من ردّ فعل المسلمين على غرار ما وقع إثر نشر صور من هذا القبيل في صحف دانمركية.
و ما إنّ دبّ اليأس في نفس هذا الرّسّام حتّى أشار عليه أحد أصدقائه بنشر صوره بمواقع الانترنت و خاصّة منهــا العربيّـــة مؤكّدا لـــه أنّـــه يسهـــل استبــلاه العرب و المسلميــن و استغفالهم، و سيتحمّسون لنشر صوره بمنتدياتهم إذا ما أضيفت لهذه الرّسوم تعاليق من قبيل "حسبي الله و نعم الوكيل " أو " استغفر الله العظيم " أو " انظروا ما يفعله الكفرة الفجرة لعنهم الله ".
أختي الفاضلة، بهذا الأسلوب انطلت الحيلة على المسلمين، و أصبح المشرفون على المواقع العربيّة و الإسلاميّة يتسابقون في نشر هذه الصّور المزرية، و يساهمون في تمرير أفكار الأعداء المسمومة بالحقد و الكراهيّة وهم يحسبون أنفسهم أنّهم يناصرون الإسلام بينما هم يسيئون إليه من حيث لا يشعرون.
لتعلمي أيّتها الأخت اللّطيفة حفظك الله و رعاك أنّ ما قيل من شعر هجائي في الرّسول اندثر نهائيّا و تلاشى، لأن الصّحابة رضوان الله عليهم دفنوه في صدورهم معهم حفاظا على هيبة نبيّنا الكريم صلّى الله عليه و سلّم لأنّ الإساءة إليه هي إساءة لله سبحانه.
أخيرا أنصحك أيّتها الفتاة المهذّبة أن لا تنشري مستقبلا ما يتضمّن إساءة لديننا، كما أناشد المشرفين على منتدياتنا العربيّة أن يحذفوا في الإبّان هذه الصّور البشعة و المغرضة من هذه المنتديات لتطهيرها من الدّنس، فنحن لن نكون أحرص من الصّحابة رضوان الله عليهم في الذّود عن حرمة رسولنا الأكرم صلّى الله عليه و سلّم.
وفّقك الله أيّتها الأخت المصون فيما يحبّه و يرضاه.

والسّلام

مع تحيات أخيك النورس

0/Post a Comment/Comments