تنصيب أبي سيف قبل حلول الصّيف


تنصيب أبي سيف قبل حلول الصّيف
أخيرا تمّ الإسراع بتنصيب أبي سيف كرمز المدينة حتّى قبل أن يتمّ إتمام أشغال تهيئة المنصّة التي يعتليها، و لا أنكر على الإطلاق النّاحيـة الجماليّـة و الفنّيـة فـي حـدّ ذاتهــا و التي ظهر عليها سيدي أبي سيف‘ إذ أنّ منجز هذا المجسّم، الفنّان الشّاب الطّاهر الجديدي برع في صياغته و تجسيمه إلى حدّ الإتقان و الإبداع، و قد اتّضح لي أنّ لهذا الشّاب في ميدان النّحت باع و ذراع
و ليعلم هذا الفنان المتألّق أنّي لم أتحامل عليه يوما، بل يستحقّ منّي كلّ الاحترام و التّقدير، و أستغرب من عدم إدراج اسمه في قائمة مبدعي المهديّة رغم أنّها حوت كلّ من هبّ و دبّ و لم يبق إلا المرحوم عمي علي الدّب،الّذي لا يقلّ فصاحة و بلاغة عن مدّعي الشّعر و الأدب. أليس هو من قال: " حتّى مل الببّوش ولا زهومة
كلّ ما في الأمر يا نبلاء مدينتي أنّي أنتقد اختيار سمكة أبي سيف كرمز للمدينة و الذي لم يكن ناجما عن دراسة معمّقة لخصوصية المدينة الحضاريّة، و كم تمنيت أن يكون رمزها عروس البحر مثلا، لأن مدينتي هي فعلا كعروس البحر فتنة و سحرا جمالا
و بما أنّه قد سبق السّيف العدل، و حسم الأمر لفائدة سيدي أبي سيف الذي تربّع أخيرا على عرشه بشموخ و إباء رغم الدّاء و الأعداء، كالنّسر فوق القمّة الشّمّاء، فارضا علينا الطّاعة و الولاء، فلم يبق لي إلا الرجاء أن يشركّونا أصحاب القرار و النّفوذ في اختياراتهم المستقبليّة فيما يخصّ مدينة المهديّة لأنّ لنا فيها نصيب، و حبّنا لها من الأعماق يفيض، إذ فيها وجدنا و لعبنا و عشقنا و كتبنا الشّعر، و نحن مشرّشون في تاريخها، و في أزقّتها العتيقة الملتوية و في شواطئها الفاتنة، وفي رمالها الفضّيّة السّاحرة.أملي يا سادّتي العظام، يا أصحاب الأمر و القرار، أن تعيدوا النّظر في النّافورة النّافرة من البهاء و الجمـال، و التي تشبـــه قصعــة صابون جدّتي منّوبيّة، ذات المليـة والقفّيّـة، و التي تستعملها أواخر كلّ صيفيّة لغسل البرنس و البطانيّة قبل حفظها في صندوق الملابس الصّوفية. لكم مني يا سادّة المدينة ألف شكر و تحيّة على مجهوداتكم السّخيّة في سبيل إنارة المهديّة للمصطافين مــن العموم و صفـوة القـوم العليّـة، ليشهـدوا لكــم إنجازاتكــم الجليّـة، و يتنعّموا بشواطئ المدينة البهيّة ويتلذّذوا أسماكها الطّازجة الشّهيّة، و يستنشقوا نسماتها النّديّة خلال كلّ صيفيّة و الأعياد الموسميّة قبل نسيانها في ما تبقّى من الفصول المتعاقبة الدّوريّة.

0/Post a Comment/Comments