الصراع السياسي ومسألة الكراسي


    نزلت الامطار بغزارة في الأيام الماضية، ففاضت الوديان فجرفت معها الأبرياء وهدمت البيوت وأضرت بالسدود والأراضي الزراعية والمنتوجات الفلاحية وعطلت الدراسة أيضا.. وحصل ما حصل، والأحزاب السياسية أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين انتخبهم الشعب يتشاورون ويتصارعون على أهم الحقائب السياسية وكرسي قصر قرطاج.. وما أدراك ما كرسي قرطاج.
تراجعت الصادرات وارتفعت الواردات وتفاقم العجز التجاري.. ارتفع مؤشر البطالة وازدادت نسبة الفقر وارتفع ثمن الخضر والغلال وزاد ثمن الدواء وارتفع ثمن الحليب والسكر والماء.
أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين انتخبهم الشعب يتشاورون ويتصارعون على أهم الحقائب السياسية وقصر قرطاج.. لقد اعتصم الكثيرون بكامل تراب الجمهورية وتوقفت خدمات الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بصفاقس وتعطل نشاط المنطقة الصناعية بالصخيرة وتوقف إنتاج الفسفاط بالمدن المنجمية بقفصة وهدّد معمل الخفاف بطبرقة بالإغلاق، والأحزاب السياسية أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين انتخبهم الشعب لا زالوا يتشاورون ويتصارعون على أهم الحقائب السياسية وقصر قرطاج.
اتهم الشاب يسري الطريقي بقضايا أثبتت عدة أدلة براءته منها وحكم بالاعدام وفعلا نفّذ الحكم... عاش أهله مأساة وتحسر عليه أصدقاؤه ودعا له البعض بالرحمة والمغفرة ولأهله بالصبر والسلوان، والأحزاب السياسية أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين انتخبهم الشعب ما زالوا يتشاورون ويتصارعون على أهم الحقائب السياسية وقصر قرطاج.
الوضع صعب والشعب يتململ.. كثرت الإشاعات وتعددت الأخبار.. البعض يتكلم ويناقش بصوت عال حول حقيقة الأوضاع في المقاهي وفي المعاهد وفي عربات القطار والبعض الآخر فضّل الصمت والفرجة من بعيد وانتظار ما ستفرزه مشاورات الأحزاب السياسية وصراعها على أهم الحقائب السياسية وقصر قرطاج.
لكن هؤلاء في أنفسهم ثائرون... إنّهم يفكرون ويتوسلون «رجاء اختزلوا مشاوراتكم وانهوا صراعاتكم فالوقت ضيّق والوضع صعب ولا بد من التحرك معا لإصلاح ما يجب اصلاحه وتفادي ما ليس في الحسبان».
تفاهموا فيما بينكم وتعاونوا.. لأنكم اذا أطلتم لن تجدوا شعبا تحكموه بعدما عجز نصفه عن تحقيق زاده اليومي ولن تجدوا اقتصادا تنهضون به لأن المؤسسات ستتوقف اذا طالت الاعتصامات ولن تجدوا بجواركم بلدانا صديقة أو شقيقة لأن الجميع سيتخلى عنكم بعدما طالت صراعاتكم. افهموا أن تونس بحاجة الى تعاونكم وفي غنى عن صراعاتكم واعلموا أن الشعب انتخبكم لتنهضوا به وليس للجري وراء السلطة والجلوس على الكراسي والسكن في قصر قرطاج.

بقلم: خالصة حمروني

1/Post a Comment/Comments

إرسال تعليق