القاعدة الأستاذية لتّصحيح المسار النقابي بالمهدية



المهدية في 17/10/2011

نـــقـــابـــة الـــزُمـــرة

لا يملك أغلب المهتمّين بالشأن النّقابي إلاّ أن يَعجبوا لمواقف نقابة التعليم الثانوي بجهة المهدية ويستنكروا ممارساتها. ولا يخفى على أحد حالة التخبّط التي ظهرت عليها بعد الثورة. فهي من ناحية تركب موجة النضال وتنسُب إلى أفرادها الثورية على أساس أنّهم قادوا الثورة بالجهة إلهاما و تأطيرا ، ومن ناحية أخرى تسقط في القطيعة مع القواعد النقابية من خلال تخلّيها عن مشاكل الشغيلة وطموحاتهم . فمن ضربٍ لتحرّك الأساتذة في معهد الطاهر صفر إبّان امتحان البكالوريا إلى محادثةٍ فاشلةٍ في تعيين مديري المعاهد والمدارس الإعدادية ثمّ محاولة طمس الفشل بحملة خلع استفزازية لمن سبق أن عيّنوهم في خطّة مدير. تبقى الطامة الكبرى في الطريقة التي انتهجتها في تطهير المندوبية الجهوية للتربية من رموز الفساد. فقد عمدت خلال الأيّام الأولى للثورة إلى خلع المندوب الجهوي للتربية بالمهدية ومساعده للتعليم الثانوي دون سائر المسؤولين ممّن عرفوا بفسادهم السياسي والإداري . وكان تبرير النقابة وقتها أنّها لم تجدهم في مكاتبهم وأنّها تنتظر الفرصة المواتية للانقضاض عليهم .واستمرّ الأمر على حاله إلى حدّ كتابة هذه الأسطر رغم حيرة البعض وتذمّر آخرين.
ومهما كانت المبرّرات فإنّ الواجب يحتّم على نقابة التعليم الثانوي بالجهة تحمّل مسؤوليتها في النهوض بالقطاع والعمل على تطهير المندوبية الجهوية للتربية من المنظومة القديمة تطبيقا للعدالة بين الأفراد وتكريسا للمساواة بين كل المسؤولين الفاسدين في العهد البائد. ولا يخفى على أحد ما عرف به المعشّشون في المندوبية الجهوية للتربية بالمهدية من نشاط سياسي فاعل في إطار التجمّع المنحل حتى آخر يوم لسقوط النظام البائد، وما اشتهروا به من محسوبية واستغلال نفوذ ممّا يجعل الدّفاع عنهم أو الصمت دون إزاحتهم نقطة استفهام تلطّخ جبين نقابة التعليم الثانوي بالمهدية وتضعها موضع المساءلة في كلّ الأخطاء التي اقترفتها تباعا دون أن تكلّف نفسها عناء الردّ توضيحا وتفسيرا ممّا عمّق الهوّة بين القيادة النقابية بالجهة وقواعدها. إنّ المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد تتطلّب بالضرورة تكريس مبدأ المحاسبة للمصالحة حتّى نعبر إلى برّ الأمان. وعليه، فإنّ النقابة ليست بمنأى عن هذا المبدأ متى أرادت الالتحام بقواعدها بأن تكون قاطرتهم في النضال تعبيرا عن هواجسهم وتحقيقا لمطالبهم. فلا وقت الآن للمزايدات ولا قيمة للمهاترات التي تجعلنا ندور في حلقة مفرغة دون طائل أو نسقط في الاستفزاز كدعوة البعض إلى الانسلاخ من الإتحاد العام التونسي للشغل تعبيرا عن رفض سطوة الهياكل و تفرّدها بالقرار. نحن نحتاج في هذه المرحلة الحسّاسة من بناء الوطن والنهوض بالجهة إلى التّواصل الذي لن يكون إلاّ بالحوار الذي هو سبيلنا إلى التقارب فالتوحّد ثمّ الرقيّ. وهذا لن يتمّ إلاّ متى عالجنا الملفات العالقة بين القيادة النقابية الجهوية وقواعدها . ومن أوكد هذه الملفات تطهير المندوبية الجهوية للتربية، إنّها ضرورة حتمية تتطلّبها المرحلة المقبلة من أجل إرساء منظومة تربوية وطنية وعصرية. إنّ الدعوة إلى تطهير المندوبية الجهوية للتربية من رموز الفساد ليس من باب الانتقام أو الاجتثاث وإنّما هو التزام بالثورة وأهدافها واحترام للشغيلة و تطلّعاتها. فليس من العدل أن يواصل من كان بوق دعاية للتجمّع المنحلّ في نفس خطّته الإدارية، ولا من المساواة أن يبقى من مثَّل منظومة الفساد والإفساد في نفس وظيفته لأنّ ذلك يعكس التفافا على الثورة واعتداء على المواطن واستهتارا بحقوق الشغيلة. فلا بدّ والحال على ما ذكرنا أن تكون الهياكل النقابية سبّاقة إلى تكريس أحقّيات الثورة حتى تكون في طليعة الأوفياء لدماء الشهداء ومعاناة الجرحى.
ونحن كقاعدة أستاذية لتصحيح المسار النقابي بولاية المهدية تروم ممارسة نقابية تتماشى ومقتضيات الثورة ندعو من موقعنا الجماهيري النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بالمهدية إلى وضع إستراتيجية نضالية تكون وفية لمبادئ الثورة وتحقّق الالتحام بين القيادة النقابية والقاعدة الأستاذية بالجهة.وعليه، فإنّنا نُهيب بالنقابة أن تنفتح على مطالب الشغيلة وتعمد إلى تطهير المندوبية الجهوية للتربية من رموز الفساد بالوسائل التي تراها مناسبة حتى لا تُنعت بنقابة أصحاب المصالح و واجهة المتنفّذين من الزُمرة.

الإمـــضـــاء

القاعدة الأستاذية لتصحيح المسار النقابي بالمهدية

0/Post a Comment/Comments