بين "الأنا" و "نحن"



الانتهازية و غياب الضّمير و القدرة على اقتناص الفرصة، و لو على حساب أقرب المقرّبين صفات أو سمات بات يشكو الكثير من انتشارها بين النّاس،       و تتفاوت في حدّتها من شخص إلى آخر، و يمكن لنا تجاوزها في صفة جامعـة أو عبارة شاملة هي الأنانية.
كثيرا ما نردّد في أحاديثنا "و أعوذ بالله من كلمة أنا"، حينما نتحدّث عن الذّات،   و المقصود هنا أنّ ثقافتنا لا تتحمّل الأنا و المفرد، و إنّما تحمل دائما صيغة الجمع: "نحن قوم، نحن معشر..." و هكذا.
و بقدر ما تعكس الأنا حبّ الإنسان لذاته، حدّ الوله بهذه الذّات، و ما يتبع ذلك من سلوكيات و تصرّفات، فإنّ " النّحن" أو المجموع، تعكس سمات مختلفة تماما، هي سمات التّكافل و التّعاون، و أنّ بنيان المجتمع متماسك حينما تختلّ من طوبة يتأثّر المجتمع.
   لا بد ّمن تعرية ظاهرة الأنانية، و الدّعوة إلى محاصرتها، لأنّ المجتمع في حالات كثيرة يلعب دورا في دفع بعض النّاس للوقوع في منزلق الأنانية من خلال تقييم الإنسان بما يملكه من أموال، أو بما لديه من نفوذ و جاه، و ليس بقيمة قدرته على النّجاح في ربط علاقات اجتماعية بنّاءة، لذا يكون من الضّروري بعد الثورة أن نعيد التّوازن لكثير من جوانب حياتنا حتّى ننصهر جميعا في المجتمع،  و نسعى إلى الرّقي به من خلال بثّ روح المواطنة، و غرس الحسّ الجمعي عبر مدّ جسور الحوار  و التّواصل فيما بيننا.. دعوة آمل أن أجد من يصغي إليها. 

0/Post a Comment/Comments