تعتبر زمزم أشهر بئر على وجه الكرة الأرضية لمكانتها الروحية المتميزة وارتباطها في وجدان المسلمين عامة، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة، ولأنها أقدم الآبار التي مازال عطاؤها يواصل تدفقه
حفلت كتب التاريخ القديم والحديث وغيرها بالكثير من قصص بدء حفر زمزم، ويروى أن أول من أظهرها جبريل عليه السلام، وذلك أن الله عز وجل أمر إبراهيم الخليل بالمسير من الشام إلى بلد الله الحرام فركب البراق وحمل إسماعيل أمامه وكان رضيعاً – وقيل كان ابن سنتين – وهاجر خلفه ومعه جبريل يدله على موضع البيت
وتحفل الكتابات الإسلامية والأحاديث كذلك بالقصة الشهيرة التي تدور حول تفجر ماء البئر لأم إسماعيل بعد سعيها بين جبلي الصفا والمروة. ومن هذه الكتابات ما ذكره الفاكهي في شفاء الغرام من خبر يقضي أن الخليل عليه السلام حفر زمزم بعد أن نبعت العين وقصته بينه وبين ذي القرنين في زمزم لأنه قال: حدثنا عبدالله بن عمران المخزومي قال: حدثنا سعيد بن سالم قال: حدثنا عثمان ابن ساج قال: بلغنا في الحديث المأثور عن رهب بن منبه قال: كان بطن مكة ليس فيه ماء، وليس لأحد فيه قرار حتى أنبط الله لإسماعيل زمزم فغمرت يومئذ مكة وسكنها من أجل الماء قبيلة من اليمن يقال لهم جرهم وليست من عاد كما يقال، ولولا الماء الذي أنبطه الله تعالى لإسماعيل، لم يكن لأحد بها يومئذ مقام. وقال عثمان وذكر غيره: أن زمزم تدعى سابق، وكانت وطأة من جبريل وكانت سقياها لإسماعيل يوم فرج له عنها جبريل، وهو يومئذ وأمه عطشانان، فحفر إبراهيم بعد ذلك البئر ثم غلبه عليها ذو القرنين والظن أن ذو القرنين كان سأل إبراهيم أن يدعو الله له فقال: كيف وقد أفسدتم بئري؟ فقال ذو القرنين: ليس عن أمر كان، ولم يخبر أحداً أن البئر بئر إبراهيم، فوضع السلام وأهدى إبراهيم إلى ذو القرنين بقراً وغنماً، فأخذ إبراهيم سبعة أكبش فأقرنهم وحدهم، فقال ذو القرنين: ما شأن هذا الأكبش يا إبراهيم؟ فقال إبراهيم: هؤلاء يشهدون يوم القيامة أن البئر بئر إبراهيم
ويذكر باحثوا أحداث الكتاب المقدس أن إسماعيل قد ولد سنة 1910 قبل الميلاد، وهو تاريخ يتفق مع ما ذهب إليه بعض مؤرخي الغرب كالمسعودي قبل أولئك الباحثين، وكان قدوم إسماعيل إلى مكة مع والديه في سنة مولده، ومادام مولد إسماعيل كان سنة 1910 قبل الميلاد تقريباً وهي نفسها سنة مقدمة مع والديه إلى مكة، فإن ظهور زمزم كان في هذه السنة نفسها
أما بالنسبة إلى التقويم الهجري، فإن ظهور زمزم كان في سنة 2572 قبل ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تقريباً، وهو ما يجعل بيننا وبين ظهور زمزم بالتقويم الهجري حوالي أربعة آلاف سنة
( نشرة المعلومات الي يصدرها قسم المعلومات والأبحاث بجريدة الأهرام بالتعاون مع نادي الأهرام للكتاب ) |
إرسال تعليق