عقوبة تارك الصلاة

إنّ جهنم درجات و أبواب. قال تعالى:{ وَ إِنٌ جَهَنٌمَ لًمَوْعـدهمْ أجْمَعِين * َلهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لكل باب منهم جزء مقسوم } [ الحجر 43و 44 ] من هذه الأبواب إخواني باب شديد اسمه سقر..و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر [ المدثر 27 و 28 ] أي أن الذي يدخل سقر يسيح و يتلاشى. و تخيلوا عندما يسيح عظم الجمجمة مثلا. و عندما يدخل أهل النار سقر تسألهم الملائكة : { ما سلككم في سقر } [ المدثر 42 ] . ما الذي أتى بكم إلى هنا ؟ فتكون الإجابة :{ قالوا لم نك من المصلين } [ المدثر 43 ] و كل مذنب ترجى له رحمة الله إلا تارك الصلاة فلا بد أن يدخل سقر. أسرعوا إخواني إلى آبائكم و أمهاتكم و أبنائكم إذا كانوا تاركين للصلاة، و أنصحوهم برفق و لين و بإخلاص لله لأن الأمر خطير. و هذا الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : ( بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة ) [ رواه مسلم و الترمذي و الإمام أحمد ] فهل يعني ذلك أنه لو لنا صديق لا يصلي...هل يعني أنه كافر ؟ لا...العلماء يقولون إنه يعمل عملا من أعمال الكفر...و هناك فرق كبير فاحذروا أيها الإخوة أن تكفروا أحدا لأن التكفير مسؤولية أهل العلم و الاختصاص. و بالمناسبة فقد جرت مناظرة لطيفة بين الإمام الشافعي و الإمام ابن حنبل. الشافعي يقول: إن من لا يصلي يأتي بعمل من أعمال أهل الكفر و لكنه ليس كافرا...أما الإمام ابن حنبل فيقول : إنه كافر... فسأل الشافعي ابن حنبل : أتقول إنه كافر ؟ قال : نعم. قال الشافعي لابن حنبل : فبم يسلم ؟ قال ابن حنبل :بأن يشهد أن لا إلاه إلا الله و أن محمدا رسول الله. فقال الشافعي : إنه يقولها...قال ابن حنبل : إذا يسلم بأن يصلي، فقال الشافعي : صلاة الكافر لا تقبل. فسكت الإمام ابن حنبل و عرف أن الشافعي على صواب و أن تارك الصلاة يأتي بعمل من أعمال الكفر و لكن ليس بكافر. و لكن اعلموا أن تارك الصلاة ملعون في التوراة و الإنجيل...بل أن ملابس تارك الصلاة تلعنه ! تخيلوا تقول الملابس لصاحبها: أخزاك الله...لولا أن الله سخرني لك لفررت منك ! و تلعنه حتى اللقمة التي يأكلها، تقول : لعنك الله. أتأكل من رزق الله و لا تؤدي فريضته ؟! بل أن تارك الصلاة يحشر مع فرعون و هامان لأنه متكبر... نعم ..و إلا لماذا لا يضع جبهته لله على الأرض ؟ و الأمر الآتي أشد !! إن تارك الصلاة يحرم من شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم ...و لا يشرب من حوضه ! اللهم لا تحرمنا من شفاعة نبينا محمد ! و أوردنا حوضه يا رب ! عقوبة الذي يجمع الصلوات بلا عذر: يعني يصلي الصبح مع الظهر مثلا... و يعود من العمل ليصلي بقية الصلوات... و تنظر إليه فتراه يركع و يسجد كثيرا و يصلي الأوقات كلها، ينقرها نقرا و لا يدري ماذا يقول ؟! و بعضهم يصلي وقتا و يترك آخر، أو يصلي بعض الأوقات و يترك بعضها... و طبعا هذه كارثة... فكيف نأتي لنحظر درس علم في المسجد و نحن نجمع الصلوات ؟ و قد روي عن النبي أنه قال: ( لا تتركن صلاة متعمدا، فإنه من ترك صلاة متعمدا برئت منه ذمة الله ) [ رواه الهندي ] تخيلوا ... ذمة الله بريئة منه ! فلا رعاية و لا حماية ولا حراسة من الله، و يقول صلى الله عليه و سلم: ( من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر ). [ رواه الترمذي ] و قد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل نام حتى طلعت عليه الشمس ( يعني لم يصل الصبح ) فقال: ( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ! ) [ رواه البخاري و مسلم ] و لا شك أن بولة الشيطان أقذر من بولة الإنسان ! فتخيلوا رجلا نائما يأتيه الشيطان كل فجر فيبول في أذنه... إنه شيء يدعو للاشمئزاز و النفور ! و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث الإسراء و المعراج : " و رأيت ليلة أسري بي أناسا من أمتي ُُُترضخ رؤوسهم بالحجارة ( أي تكسر بها ) كلما رضخت عادت، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : هؤلاء الذين كانت رؤوسهم تتكاسل عن الصلاة. " [ رواه الخطيب البغدادي ] يقول الله تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } ( مريم 59 ) يقول ابن عباس رضي الله عنه: ليس معنى أضاعوا الصلاة تركوها بالكلية ... و لكن كانوا يجمعونها فيؤخرون صلاة الظهر إلى العصر، و يؤخرون صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ... و الغي واد في جهنم تستعيد منه النار لشدة حره ! فهل يصر أحد بعد ذلك على جمع الصلوات ! و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من ترك صلاة العصر حبط عمله " [ البخاري و مسلم ]. فاحذروا من هذا جيدا و لا يقل أحد إن فلانا أو فلانة تصلي ثم تفعل كذا و كذا... فلا شأن لنا، و مطلوب من المسلم إتباع أوامر الإسلام جميعا. فالرسول صلى الله عليه و سلم يقول: " من حافظ على هذه الصلوات كانت له نورا و برهانا و نجاة يوم القيامة.. و من لم يحافظ عليهن لم تكن له نورا ولا برهانا و لا نجاة و حشر يوم القيامة مع فرعون و هامان قارون و أبي بن خلف... [ رواه الإمام أحمد و الدارمي ]. و لماذا أبي ابن خلف ؟ لأنه شر الناس، و لهذا قتله النبي بيده في غزوة بدر... فهل ترضى يا تارك الصلاة أن تحشر مع أبي بن خلف ؟ و يحذر الحق جل و علا من جمع الصلاة بلا عذر شرعي، فيقول: { ويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } [ الماعون 4و5 ]. و الويل كما يقول العلماء واد في جهنم كله عقارب و حيات، فمن يتحمل ذلك ؟ و لماذا لا نواظب على الصلاة في وقتها ؟ و تأخير الصلاة من صفات المنافقين الذين { و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } [ النساء 142]. قبل أن أختم كلامي أذكركم و أوصيكم بالمحافظة على الصلاة و أرجوا أن تنبهوا نساءكم و بناتكم بأن طلاء الأظافر يبطل الصلاة إذا وضع قبل الوضوء... فهل تريد الأخت ببساطة أن تضيع صلاتها من أجل طلاء أظافرها ؟ هل لإرضاء النفس أضيع العبادة ؟ و أخيرا أدعوكم إلى رحاب التوبة عن كل تأخير للصلاة... و التوبة تمحو ما قبلها لقوله تعالى : { إلا من تاب و آمن و عمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما.} [ الفرقان 70 ] فالله أكبر...ما أحلى التوبة و ما أجمل السير في طريق الله... فانظروا إلى سعة رحمة الله... فلنتب إلى الله من كل ذنب و تقصير... و لندعُ أهلنا و أقاربنا و جيراننا إلى الحفاظ على الصلاة... و لننوِ تحسين الأخلاق { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر } [ العنكبوت 45 ]

2/Post a Comment/Comments

  1. يا سمير اذكر من تفضل بها عليك

    ردحذف
  2. اعلم أخي الكريم أنّ هذا النصّ مؤلف اعتمادا على مصادر عدّة يصعب حصرها، و لو كان منقولا بحذافره لذكر صاحبه حسبما تقتضيه الأمانة العلمية.
    يبقى المهمّ في ذلك الإفادة المرجوّة.

    ردحذف

إرسال تعليق