برج الرّأس ( المدينة العتيقة ) بالمهدية للبيع

ظاهرة بيع الديار العربي بالمهدية تمثل المدينة العتيقة بالمهدية مركز ثقل حضارياً ونقطة قوة أساسية مكنت المدينة القديمة المعروفة ببرج الرأس لتصبح مصدر جذب مهم ينقل تاريخها وحضارتها كما يلخص نمط عيش السكان، في الماضي كما في الحاضر مصدر جذب مهم ينقل تاريخها وحضارتها كما يلخص نمط عيش السكان، في الماضي كما في الحاضر وشكلت البيوت العتيقة أو الديار العربي على مدى السنوات سكناً توارثته الأجيال قبل أن يتطلب، تحت ثقل وتوالي السنين، ترميماً وإصلاحاً واعتناءً مرتفع التكلفة، ما دامت هذه الديار مبنية بأسلوب ومواد تقليدية تجمع بين الطوب والطين الممزوج بمادة الجير ، فضلاً عن أن الزخارف والمواد المستعملة في تزيينها تتأثر حالتها مع تعاقب السنوات بحكم إطلالتها على البحر. وظل هذا الواقع يدفع سكان هذه الديار العربي إلى بيعها الواحدة تلوى الأخرى إلى تونسيين ممن توفرت لديهم الإمكانيات المادية، قبل أن يدخل على خط البيع والشراء وثنائية العرض والطلب أجانب جاءوا إلى المهدية من دول أوروبا، بالخصوص. وقد جذب دفء المدينة وهدوءها و بحرها الجميل والمتميز إغراء لافت لهؤلاء مما شجع على ارتفاع الطلب عليها لدرجة أن ثمنها تضاعف بشكل مثير، لجهة الطلب المتزايد عليها والذي تضاعف مرات ليصل أرقاماً غير مسبوقة. أصبح سلوك بعض السماسرة بالمدينة مزعجا لبعض السكان بقدر لا يطاق إذ لا يمر أسبوع أو أسبوعين دون أن يطرقوا أبواب السكان لحثهم على بيع منازلهم مهما كان الثمن، وتتركز جهود هؤلاء الوسطاء الصغار على الديار العربي الكبيرة و الصغيرة وفي مقابل بعض السكان الذين فضلوا أمام العروض المغرية للأجانب، بيع ديارهم في المدينة العتيقة بأثمنة مرتفعة والبحث عن شقق اقتصادية في الأحياء الجديدة بضاحية المدينة ، أصبح آخرون يتأففون من لهط السماسرة ، حيث قال صديق لي الذي يقضي هذه الأيام عطلة العيد بمنزله الكائن بالمدينة العتيقة "إنه لا يعقل أن يستمر إزعاجي بهذه الطريقة المستفزة مؤكدا أنه لن يبيع بيت والده ولو بمال قارون "
مراد حمايد

0/Post a Comment/Comments