ينكّت على فراش الموت


قال المدائني: حدّثني شيخ من أهل المدينة قال:
" كانت بالمدينة عجوز شديدة العين لا تنظر إلى شيء تستحسنه إلا عاينته، فدخلت على أشعب وهو يصارع الموت و يقول لابنته: " يا بنيّتي إذا متّ فلا تندبيني و النّاس يسمعونك فتقولين: وا أبتاه أندبك للصوم و الصلوات، وا أبتاه أندبك للفقه و القراءة فيكذبك الناس و يلعنونني... و التفت أشعب فرأى المرأة فغطّى وجهه بكمّه و قال لها : يا فلانة بالله عليك إن كنت استحسنت شيئا ممّا أنا فيه فصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم لا تهلكيني، فغضبت المرأة و قالت: سخنت عينك في أيّ شيء أنت ممّا يستحسن ؟ أنت في آخر رمق.
قال: قد علمت و لكن قلت لئلا تكوني قد استحسنت خفّة الموت عليّ و سهولة النّزع فيشتدّ ما أنا فيه ..
و خرجت من عنده وهي تشتمه و ضحك من كان حوله ثمّ مات.

0/Post a Comment/Comments