نظام العمل ضمن فِرَق

نظام العمل ضمن فِرَق

نظام الفرق ضمن فرق آليّة من أهمّ آليات تنشيط المجموعات، وهو كذلك سبيل لتفريد تمشّيات التّعلّم، و يُعْتَمد هذا النّظام فضلا عن دوره في التّعلّم لتجاوز عديد العوائق داخل القسم، من بينها: - عوائق تواصليّة: عادة ما يناسب هذا النّظام التّلاميذ الّذين يعانون مشكل تواصلي، فهو يوفّر لهم فرصة أكيدة للتّعبير عن رأيهم في إطار ضيّق بعيدا عن مواجهة عدد كبير من زملائه. - عوائق اجتماعيّة: تعوّد التّلاميذ على التّعامل مع الخلافات و الآراء و النّزعات و مع رغبة البعض في السّيطرة و ميل الآخر إلى المسايرة و الاستسلام عند أوّل خلاف. - ضعف الثّقة بالنّفس: عندما يسهم تلميذ – ثقته بنفسه مهزوزة بسبب نتائج دراسيّة ضعيفة أو عدم توفّر فرصة حقيقيّة له للتّعبير – في قسم من العمل فيشرح وجهة نظره للبقيّة، تتعزّز شيئا فشيئا ثقته بنفسه. - غياب الدّافعيّة: يوفّر نظام العمل ضمن فرق للتّلميذ إمكانيّة لينتظم بشكل مختلف عن المألوف في الفضاء و لياجه مهامّ غير متوقّعة و ليلعب دورا جديدا، و هذه عوامل تزرع فيه الفضول و الرّغبة في الاكتشاف و العمل. كيفيّة اعتماد نظام العمل ضمن فرق: - وضوح التّعليميّة: الحرص على التّثبّت قبل البدء في العمل من فهم التّعليميّة ( كتابة التّعليمة على السّبّورة / مطالبة التّلاميذ بالتّعبير عن المطلوب ). - البدء بطور عمل فرديّ: ضرورة تجنّب انهماك الفريق بكامله في انجاز المهمّة و توجيههم للعمل فرديّا لفترة وجيزة ( من دقيقة واحدة إلى ثلاث دقائق ) قبل إدراك طور العمل الجماعي. - ضرورة وجود أثر مكتوب: سواء بالنّسبة إلى التّلميذ الواحد أثناء طور العمل الفرديّ، أو بالنّسبة إلى الفريق حتّى و إن كان النّشاط في حصّة تواصل شفويّ. - تحديد زمن إنجاز المهمّة: قبل البدء بالعمل ضمن المجموعة و التّذكير قبيل انقضاء المدّة بالتّوقيت، مع الحرص على اجتناب تجاوز الزّمن الإجماليّ للمهمّة الواحدة 15 دقيقة، و ذلك ضمانا للنّجاعة. - عرض كلّ فريق ما أنجزه على باقي الفرق الّتي تتولّى مناقشته قصد الوصول إلى خلاصة جماعيّة. - امتدادات العمل ضمن فرق فرديّا بواسطة تمارين و دروس و بحوث و إنتاج مكتوب و مشاريع... نصائح لتكوين مجموعات: - تجنّب تكوين مجموعات على أساس جنسي ( إناث / ذكور ) أو اجتمـاعـــي ( أغنياء / فقراء – أصيلو المنطقة / وافدون عليها – القرابة العائليّة - ... ) أو صنفي ( مقيمون / خارجيّون ) أو معرفي ( متفوّقون / يشكون صعوبات معرفيّة ) - الحرص على زاوية رؤية تتيح لكلّ تلميذ إمكانيّة ملاحظة زملائه في القسم و مشاهدة السّبّورة. - الحرص على عدم تجاوز أعضاء الفريق الواحد ستّة أعضاء. - تعديل تركيب المجموعات عند الضّرورة و من حين إلى آخر تجديدا للدّافعيّة و كسرا للتّجمّعات. - مدّة العمل واحدة بين كلّ الفرق و إن تعدّدت المهامّ. - لا يجوز عرض عمل فريق أو أحد الأفرقة لم ينه بعد عمله. - لمقرّر الفريق أن يعرض من مكانه أو من على المصطبة. - يُدعى التّلاميذ إلى أخذ تقييدات فرديّة عند عرض أيّ عمل، و ذلك استعدادا للنّقاش و التّفاعل. - الحرص على ألا تتجاوز المهمّة الواحدة 15 دقيقة للإنجاز، و أقصى ما يمكن استثماره في الحصّة التّعليميّة بساعة هو انجاز مهمّتين اثنتين ضمن فرق. - احترام الوقت المخصّص لإنجاز المهمّة، و المناسبة الوحيدة لقطعه هي ملاحظة فراغ جميع الفرق من إنجازها. - الحرص على فهم التّلميذ التّعليمة بدقّة و توضيحها عند الاقتضاء عند ملاحظة ضبابيّة في التّصوّر أو زيغا عن المطلوب في أحد الأفرقة. متى نعتمد نظام العمل ضمن فرق ؟ - في بداية الحصّة لـ : * تنشيط القسم / تيسير التّواصل / جمع المعلومات / إثارة الفضول و تحفيز التّلاميذ. - وسط الحصّة: و أثناء التّعليم الموجّه لتدريب التّلاميذ على اجتياز صعوبة و مراعاة لإختلاف أنساق التّعلّم بينهم و ضمانا لانخراط جميعهم في الدّرس و إسهامهم فيه و كسرا لرتابة الاستجواب و تنويعا لمسارات التّواصل. لكن من الضّروري الحرص على دلالة المهمّة و على توفّرها على قدر معقول من الصّعوبة يستدعي استثمار التّعلّم التّعاوني، و إلّا فقدت المهمّة معناها. - في نهاية الدّرس: للحوصلة و التّاليف، أو استعدادا لتكليف التّلاميذ بمهامّ فرديّة خارج القسم. من تقنيّات العمل ضمن الفرق: * تقنيّة 1 – 2 – 4 – 8: تبنى هذه التّقنيّة على فكرة البناء التّدريجي للتّعلّم تقوم على: 1) إعطاء تعليمة واحدة لكامل القسم. 2) طور عمل فردي بدقيقة. 3) طور عمل ثنائي بثلاث دقائق لتكوين منتج مشترك. 4) تكوين فريق من زوجين للخروج بمنتج مشترك، فترة عمل بخمس دقائق. 5) تكوين فريق بأربعة أزواج لأداء نفس المهمّة، فترة عمل بخمس دقائق. * عمل مجموعات عدد أفرادها من 3 إلى 5: تكليف الأستاذ كلّ فريق بمهمّة متّصلة بالدّرس لمنّها مختلفة عن مهمّة الفريق الآخر مع الإشارة إلى أنّ لعمل كلّ فريق دورا في في بناء مرحلة من الدّرس، و مطالبة كلّ فريق بتقرير مكتوب يعرضه مقرّر الفريق. لئن تعدّدت المهامّ فتوقيت العمل يجب أن يكون واحدا لكلّ الفرق، و لئن أنجز الفريق الواحد طورا من الدّرس فإسهامه في بقيّة الأطوار ضروريّ و ذلك بتفاعله مع عروض باقي الفرق. يتمثّل دور الأستاذ في التّنظيم و تعديل المنتج و إثرائه بإضافات يقتضيها الدّرس لإدراك الخلاصة المطلوبة. * تقنيّة فيليبس 6- 6: و تتطلّب هذه التّقنيّة ستّة أعضاء و ستّ دقائق. ينظّم التّلاميذ ضمن فرق بستّة أعضاء، يختارون للفريق اسما و رئيسا و مقرّرا. دور الرّئيس أو المنسّق هو استجواب كلّ عضو حول المهمّة لدقيقة و عرض عمله في دقيقة ( المجموع 6 د ). دور المقرّر أخذ تقييدات عند عرض كلّ عضو عمله بالتّركيز على المشترك المتواتر و على وجوه الخلاف و الحرص على تجنّب التّكرار، و تأليف المنتج و كتابته بالتّعاون مع أعضاء الفريق استعدادا لعرضه على باقي الفرق. * تقنيّة الإثارة الذّهنيّة: و تقتضي هذه التّقنيّة بكتابة كلّ تلميذ و بشكل سريع و عفويّ ما يتصوّره عن الموضوع المطروح و يكون التّعبير بكلمة أو بعبارة مختصرة. يجمع الأستاذ المشاركات و يكتبها على السّبّورة ( أو يعرضها على شفّاف ) مع الحرص على تصنيفها ضمن عائلات مفاهيم استعدادا للانطلاق منها في الدّرس. فائدة هذه التّقنيّة تتمثّل في تنشيط الذّاكرة عند بداية التّعلّم و في ضمان الانطلاق من تصوّرات المتعلّمين حول الموضوع المطروق، وهو شروط نجاح الدرس.

0/Post a Comment/Comments