” يجود علينا الخيرون بمالهم . . ونحن بمال الخيرين نجود ” .

 يجود علينا الخيرون بمالهم . . ونحن بمال الخيرين نجود


 
   كان هناك أعرابي حمل جرّته، ذات يوم من الأيام ، حتى يقوم بملء الجرّة من مياه البح، القريبة من المكان، الذي يعيش فيه، وسار الأعرابي في طريقه ، وبينما هو سائر، إذ التقى، وهو في طريقه إلى البح، بجماعة من أفصح الشعراء، والذين كانوا بدورهم ، متوجّهين معًا إلى دار خليفة البلاد، في ذلك الوقت .

لما علم الأعرابي أن أولئك الشعراء متجهين إلى بيت الخليفة ، لم يتردد في مرافقهم ، واصطحبهم إلى بيت الخليفة، وبالفعل ساروا في طريقهم ، حتى وصلوا إلى البيت المراد الوصول إليه ، فلما دخل معهم إلى الخليفة ، تعجّب من وجوده بين أولئك الشعراء، وسأله متعجبًا : ” ما حاجتك أيّها الرّجل ؟ ! ” .

   نظر الأعرابي إلى الخليفة، ورد عليه قائلًا : ” ولمّا رأيت القوم شدوا رحالهم . . إلى بحرك الطّامي أتيت بجرتي ! ”، فاندهش الخليفة من بلاغة الأعرابي ، وقال إلى خدمه على الفور : ” أيها الخدم ، املؤوا لهذا الأعرابي، هذه الجرة التي بين يديه ذهبًا ” .
على الفور ، قال أحد الموجودين للأعرابي : ” كيف ذلك أيها الخليفة ؟ إن هذا الأعرابي لا يعرف حتى قيمة هذا العطاء، الذي تمنحه إياه ، كما أن هذا الأعرابي قد يتلف هذه العطية من غير طائل يذكر ”، فرد عليه الخليفة قائلًا : ” إنما هذه العطية ، هي أموال الأعرابي ، وليفعل فيها ما يشاء ، وله مطلق الحرية في التصرف فيها ” .
وأصر الخليفة على أن يتم ملء جرة الأعرابي، حتى آخرها ، من قبل خدم الخليفة ، بالذهب اللامع، ذي المنظر البهي، ففرح الأعرابي فرحًا شديدًا، وامتلأ قلبه بالسعادة الغامرة ، ومن ثم قام على الفور ، بالخروج من الباب ، وأخذ يهرول ، في رجاء المدينة 
أخذ الأعرابي ، من فرط سعادته الغامرة ، يوزع ما معه من الأموال، بلا أي حساب، ظلت الأخبار تتناقل حول ذلك ، إلى أن وصل خبر توزيع الأموال من قبل الأعرابي، إلى الخليفة ، فقام الخليفة على الفور باستدعاء الأعرابي، وسأله قائلًا : ” ما السبب أيها الأعرابي فيما تفعله أيها الأعرابي ؟ إنك تسلك سلوكًا غريبًا للغاية، فما السروراء ذلك ؟ ” .” يجود علينا الخيرون بمالهم . . ونحن بمال الخيرين نجود ” .



يجود علينا الخيرون بمالهم . . ونحن بمال الخيرين نجود ” .


0/Post a Comment/Comments