عبد الله الغول أحد أبطالنا المجاهدين ضدّ الاستعمار الفرنسي
![]() |
Ajouter une légende |
1- الشهيد ابن الشهيد:
عبد الله الغول ولد سنة 1910 هو ابن المقاوم عمر الغول المرزوقي. (أُعدم سنة 1950) ، من عرش أولاد عبد الله من مرازيق العوينة ..
وهو إبن عمر الغول أحد أبطال الجهاد التونسي_الليبي ضد الاستعمار سنة 1915.
كان عبدالله الغول من الأبطال الذي شارك في معظم المعارك التي خاضها المرازيق و من ذلك:
معركة قصر تارسين 24 ماي 1944م
معركة دوز 29 ماي 1944م
معركة بئر الأدنس 12 جوان 1944م
معركة طويل الصابرية 15 جوان 1944م
معركة تامزرط 28 جوان 1944م، شاركته فيها زوجته حليمة بنت عمر عبوده.
معركة قويرات الحب في صيف 1944م
معركة بن عسكر في صيف 1944م بالتراب الليبي
عبد الله الغول له اذن ثأر مع فرنسا ، ثأر عائلي و ثأر وطني لذاك سنجده ضمن من رفعوا السلاح في وجه فرنسا لاحقا و خاصة في “ثورة المرازيق” (1943-1944) .
2- عبد الله الغول في “ثورة المرازيق”
![]() |
لقد كان وضع الحرب العالمية الثانية وضعف فرنسا وتحوّل محميتها تونس إلى شبه محمية ألمانية وإيطالية ،خاصة منذ نزول قوات المحور بها في نوفمبر 1942، فرصة أخرى جرّأت التونسيين عامة على تحدّي فرنسا والتمرّد على سلطتها بتونس وكان الأمر في الجنوب أكثر خطورة إذ اتخذت المقاومة الوطنية شكل مجابهة عسكرية بين “الثوار” والقوات الفرنسية من أواخر 1942 إلى صائفة 1944 ،كانت أهمّ فصولها انتفاضة المرازيق هذه التي كان عبد الله الغول أحد أبطالها ضمن أبطال آخرين.
وقد جدّت عمليات المجابهة الأولى مع فلول الجيش الفرنسي المرتد نحو الجنوب والجزائر أمام تقدّم قوات المحور، التي دخلت دوز في 12 نوفمبر، في 13 نوفمبر 1942 ببئر عوين ثم بقعر ناضر وفي مواقع أخرى وكانت أعمال المقاومة هذه من فعل عصابتين مدججتين بالسّلاح يتراوح عددها بين 35 و 60 فردا من دوز وقبلي والصّابرية في علاقة مع ربايعيّة جهة الواد بالجزائر.
وفي 28 ديسمبر 1942 تمرّدت فرقة من مخازنية المرازيق بقيادة محمد بن خالد بفورسان (Fort Saint) على قائدها الفرنسي والتجأت بأسلحتها ومهاريها إلى غدامس لتحتمي بالايطاليين هناك.
وفعلت فرقة أخرى من المخازنية الأمر ذاته بالجريد وعادت بأسلحتها وإبلها إلى دوز لكن أهم مجابهة لقيها الجيش الفرنسي بالمنطقة كانت من مرازيق دوز وبدعم في الأول من الايطاليين ،الذين طردوا وحدات الجيش الفرنسي وأخذو مكانها.
وكانت هذه المليشيا من الشبان الحُماة (علي الصّيد وعبد الله الغول والطاهر بن عبد الملك وحامد بن عبد الملك وحمد بن عبيد وحمد بن علي بن ناجي الأحمر والعيد بن محمد بن الحاج).
تسلّحت في جانفي 1943 للدّفاع عن قرية العوينة وصدّ هجومات وأعمال النهب التي كانت تقوم بها وحدات الجيش الفرنسي المرابطة جنوب دوز. وسرعان ما تطوّرت هذه المقاومة من حيث ازدياد عدد المنخرطين فيها وكثافة المعارك وكانت أهمّها، قبل انسحاب القوات الايطالية من المنطقة وإعادة احتلالها من الفرق الصّحراوية الفرنسية في 23 مارس 1943:
-معركة المنقار بضواحي العوينة ( 1 جانفي 1943).
-واقعة وادي المالح ( 23 جانفي ) التي قتل فيها الملازم دي لابريار وأسّر بعض جنوده.
-واقعة طويل كعرودة (13 فيفري) جنوب دوز والتي قتل فيها قائد دورية فرنسية وأسّر إثنان منها.
وبدخول القوات الفرنسية إلى دوز من جديد وانسحاب “المجاهدين” طفقت تنتقم من السّكان وتنكّل بالأهالي (اعتقال العديد من الرّجال والنساء في البرج العسكري وتفجير منازل الفارين…) وتحوّلت المصادمات خارج دوز وكذلك داخلها وكانت أهمّ أحداثها معركة دوز (28 ماي 1944) حيث هاجم المجاهدون البرج (الثكنة) و كان من ضمنهم عبد الله الغول بقيادة علي الصّيد وتمكنوا من الانتصار على الحامية الفرنسية وقتل قائدها وأسر البقية وحرّروا عائلاتهم المأسورة وفرّوا على شاحنات خارج المنطقة.
لكن القوات الفرنسية استرجعت البرج في اليوم الموالي إثر انسحاب الثوار وجندت قوات كبيرة (1500 جندي) معزّزة بالطائرات والدّبابات طفقت تطارد المقاومين ربيع وصيف 1944 من جبال مطماطة شرقا إلى الحدود الجزائرية غربا لتتمكن من تصفية جلّهم في عمليات المطاردة هذه أي سبع وثلاثين على ثلاث وأربعين مجاهدا تقريبا .
و نتوقف هنا عند احدى هذه المعارك البطولية التي خاضها الثوّار ضد وحدات الجيش الفرنسي و كان عبد الله الغول أحد أبطالها و هي المعركة التي وقعت في المكان المسمى”بئر بعجة” (8 كلم شمال غربي بئر زميط) في عز الصيف يوم 27 جوان 1944 بين المقاومين و سرّيّة من 60 جنديا سينغاليا يقودهم العريف اول سارج ميشال ودامت المعركة من الصباح حتى الواحدة و النصف بعد الزوال لينسحب الثوار.
لكن ليصطدموا من جديد من الغد، بوادي بن شعبان بالمكان المعروف ب”اللّقن”، بقوة اخرى فرنسية عدادها 150 جنديا حيث دارت معركة غير متكافئة بين الطرفين استبسل فيها المقاومون وقد كتب مؤلفا “ثورة المرازيق” يقولان انّ عبد الله الغول و رفيقه محمد خميس” لم يتردّدا أن دخلا في معركة حامية مع اعوان الفرنسيّين(…)”
كما “قفزت بعض النساء الجريئات في مقدمتهنّ مباركة بنت عمر بن عبد الملك أخت ابناء عمر بن عبد الملك ، و زوجة الشهيد حمد بن بلقاسم بن عبد الملك و حليمة بنت عمر بن عبودة زوجة عبد الله الغول ، قفزت على الأسلحة و شاركن في المعركة بكل جرأة” .
وقد انتهت المعركة بانتصار الثوار و انسحاب الجنود الفرنسيين خاصة عند هروب المتطوعين في صفهم من قرية مطماطة .
و قد خلّد الشاعر عبد الله بن علي بن عبد الله هذه المعركة في قصيد منه الأبيات التالية:
“وقع ملطم في اللقن و واده ما بين العديان
فزعت مطماطة في حشادة بنعيسى و توجان
حاكمهم يُومر في اولاده شدوهم شدّان
اليّ يجيب الغول و ميعاده نعلّقله نيشان
كل واحد ينده في جواده طامع بالسّعيان
يحساب الحزبي و اصهاده مسكوبة كيسان
تلاقوا وين البر تعادى رِدّة بن شعبان
الطاهر ولد عمر تمادى صابر للنيشان
زوايلهم قعدوا في حمادة للذيب الجيعان
صعيب بحره من يدهم واده لا قدّوا يطبّوه
برمُوا مِنّه عطاش كساده جهار شايح خلّوه” .
![]() |
إرسال تعليق