معامل تعليب السمك بالمهدية


يوجد بالمهدية معامل لتعليب السمك و خاصة منها السردينة، و قد تأسس بعضها قبل الاستقلال، وهي تستوعب كميات هامة من السردينة التي يتم صيدها بسواحل المهدية بواسطة الأضواء، و هذه المعامل تستقطب العديد من اليد العاملة الموسمية و خاصة منها النسائية الوافدة من مختلف القرى و الأرياف المجارة في فصل الصيف.
و لهذه المعامل الفضل في تشغيل البعض من التلاميذ خلال عطلتهم الصيفية حيث تمكنهم من الحصول على المصروف الجيبي و مجابهة مصاريف السنة الدراسية الموالية رغم ضعف المقابل بالنسبة للربح الوفير الذي يحصل عليه أرباب العمل من عمليات تصدير منتوجهم إلى البلدان الخارجية.
يتمّ خلاص العمال بحساب عدد ساعات العمل بكل يوم و إن كان هؤلاء العمال يعملون إلى ساعة متأخّرة من الليل في الأيام التي تكثر فيه كميات السردينة المستجلبة من الميناء، فإنّه يقع الاستغناء عن العديد منهم في الأيام التي يقل فيها الصيد، و لا يتمكن من العمل إلا بعض المحضوضين أو المقربين من رؤساء العمال، و قد يتوقف الشغل نهائيا إذا ما توقف الصيد في الليالي المضاءة بنور القمر، و يعبر عن هذه الفترة التي يكسد فيها النشاط بـ" القمرة ".
و قد نسجت الذاكرة الشعبية قصيدة تعبّر عن معاناة العمال بهذه المعامل المسماة بالسردلات و هذا نصّها:

شُوفْ آشْ عَمْلَتِ السّردينة في هاكِ السّردلات
الرّاجل قاعد في تركينة، تخدم كان البنات
هاذا، في الوقت المعكوس، زادِتْهُمْ كَثْرَةِ الفلُوسْ
حِنّة و حَمِّيرْ وَ حَرقُوصْ و قلمِ الشِّفانْ
شُوفُو يا مكبرها غلبة على الرّجال جراتْ
في مكينة سي ظلموني الهمْ الكُلْ شافِتّو عيوني
هَمْ اللّي تلبسْ بالعربي حزامها باللّبّاتْ
في مكينة سي " بيجو " الحقيقة عندي ما نقولْ
بابْهَا مسكَّرْ مقفول تِخْدِمْ كان البناتْ
شوفو يا مكبرها غلبة على الرّجال جرات
تمشي على الكَيَّاسْ بالرَّنَّة و ساقيها مخَضَّّّّّّبة بِالحِنَّة
و تنادي على مولى القاطّّّّّّّّّّّّّّو ثلاث اصْواتْ
ماشْ بيها تورِّي في القاطُّو، تورّي في الخيرات
آشْ عملت السّردينة في هاكْ السَّّّردلاتْ
الرّاجل قاعِدْ في تركينة تخدم كانْ البناتْ.

0/Post a Comment/Comments