مسجد سيدي عبد السّلام بمدينة المهدية

مسجد سيدي عبد السلام

I- الموقع، مسألة التأسيس والشّكل العام:

1- الموقع:

يقع المَعْلم على الضّلع القبلي من شارع سيدي جابر (الحومة الفوقانيّة) ويتمّ الوصول إليه عبر زنقة غير نافذة تتعرّج من الشارع المذكور باتجاه القبلة، يفتح المدخل الخارجي باتجاه الجوف وتتقدّمه ساحة محدودة الأبعاد يقترب شكلها من التّربيع.

2- مسألة التّأسيس:

يعود القسم الرئيسي من المَعْلم إلى القرن التّاسع عشر.

3- التّخطيط:

يمكن تقسيم المعلم إلى ثلاث وحدات معمارية:

- تمثّل بيت الصّلاة التي تمتدّ على ضلعه القبلي الوحدة الرئيسية وهي ترسم شكلا مستطيلا بين الشّرق والغرب.

- يتقدّم بيت الصّلاة صحن مكشوف يمتدّ على مساحة مستطيلة بين القبلة والجوف.

- الميضأة التي تحتلّ الطّرف القبلي من الضّلع الغربي للصّحن، وهى تمتدّ على مساحة مربّعة.

II- وصف الوحدات المعمارية:

1- الصّحن:

يُنفذ إلى داخل المعلم عبر مدخل يندرج ضمن إطار مستطيل (1.80×1.10م) من حجارة الحرش المهندمة يتشكل من عضادتين وساكف (عرضه 0.30م) وهو يفضي إلى صحن مكشوف يتقدم بيت الصّلاة، تنخفض قاعته عن مستوى الشارع بمقدار 0.30م وقد جاء على هيئة مستطيل يمتد بين القبلة والجوف.

2- بيت الصّلاة:

تمتد بيت الصّلاة على الضّلع القبلي من الَمْعلم حيث ينفذ إلى داخلها بواسطة مدخل يرسم هيئة مستطيل (02×1.10م) تتشكّل أطرافه من تراصف حجارة الحرش المهندمة يصل فيها عرض العضادة إلى 0.40م ويزيد عن ذلك في مستوى الساكف (0.50م) الذي ترتفع بأعلاه آثار نقيشة غابت تفاصيلها بشكل كامل تقريبا. يفتح المدخل على مساحة مستطيلة بين الشّرق والغرب (6.60×3.90م) تُقسّم إلى ثلاث بلاطات متعامدات مع حائط القبلة (عرضها 2.20م) بواسطة قوسين متجاوزين يرتكزان في مستوى الأطراف على كراسي مدرّجة تستند إلى دعامات ركنية من تراصف حجارة الحرش المهندمة، تلتقي مجموع عناصر الارتكاز الموجودة داخل بيت الصّلاة لترفع سقفا يتكوّن من ثلاثة أقباء على هيئة أنصاف البرميل.

يتصدّر المحراب وسط حائط القبلة وهو يتعامد بطريقة محورية مع مدخل بيت الصّلاة وقد جاءت واجهته على شاكلة حنية عقد نصف دائري ترتكز مساقطه على نصف برميل وقع طمسه إلى ارتفاع 1.40م تقريبا.

3- الميضأة:

تتقدّم الميضاة بيت الصلاة من جهة الغرب وهي تمتد على مساحة مربعة (2.40×2.40م) يتم الدخول إليها عبر مفتح شرقي يتشكل عبر تعامد عضادتين وساكف جميعها من حجارة الحرش (1.60×0.60م)، يشهد هذا القسم من المَعلم غياب مكوّناته الأساسية (البئر والأحواض) وذلك بعد التحوّل الوظيفي الذي عرفه خلال القرن الماضي.

4- الصيانة:

معلم متروك شوّه طابعه الأصلي بقدر كبير.

III- التعليق

لم تتوفّر في مصادر البحث التي تم اعتمادها أي إشارة حول هذا المسجد غير أن بنيته الإنشائية وجل التقنيات الموظّفة داخله تحملنا على الاعتقاد بأنّنا أمام أحد معالم القرن التاسع عشر وهو يتميّز ببساطة تخطيطه وغياب العناية بالجانب الفنّي..

يحمل المسجد اليوم تسمية "سيدي عبد السّلام" نسبة إلى الولي الصّالح عبد السلام الأسمر، غير أنّه لا يمكن في أي حال من الأحوال تصنيفه ضمن الزّوايا والمقامات لأنه لا يحتوي أيا من مكوّنات هذه المعالم، لذلك فإنّنا نعتبر أنّ التّسمية الحالية ليست سوى اصطلاحا متأخّرا يشهد على أهمية تطور المدّ الصوفي وانتشار الزوايا الطريقية داخل المدينة.

من ناحية أخرى ساهمت عملية التخلي التدريجي عن المسجد وإكسابه دورا سكنيّا بقدر كبير في طمس طابعه الأصلي، ومن ذلك تشويه بيت الصلاة بالكامل تقريبا وإضافة أقسام جديدة غير متجانسة مع خصائص المعلم الأوّل.

0/Post a Comment/Comments