وا غزّتاه

آه على آه على آه... دخان متصاعد، خراب، دمار، اشلاء، مدائن بلا هوية، تلك هي غزة اليوم، غزة التي سبحت في دماء شهدائها الشرفاء.
صور و مشاهد تتكرر كل يوم على شاشات التلفزيون، و تعاليق باهتة بلا الوان، خالية من الروح من كثرة استعمالها.
هنا طفل يبكي لان اباه لم يشتر له لعبة كصيقه فلان، و هناك طفل يصرخ لم يعرف يوما اباه.
امراة تشتكي من اعباء الحياة اليومية ورتابة الحياة الزوجية، و بعيدا بعيدا ارملة فارقت الزوج و الاب و الابن، و تحمد الله بكرة و اصيلا. صراخ أطفال في الملاهي، و نحيب رجال فوق أكوام الخراب، و بين الأجساد الممدّدة شموع أعياد ميلاد، و دموع حرقة الظّلم و الاستبداد. روائح عطور شذيّة تعبق بالمكان، و تخلب الألباب، أشلاء ضحايا منثورة و قد فاح تقرّحها، و اكتسح المكان أحمر شفاه يرسم ابتسامة وقحة زائفة. و دم أحمر قاني خطّ شهادة الشرفاء فداء الوطن، آه نشوة، و آه و آه و آه و حرقتاه من ظلم العباد. حرقة الزمان و وحشة الحرمان. آه على نخوة و عزّة و سيف و حصان، أه على عرب و سلم، و إنساناه على مآذن مساجد هوت تداس و تهان، و أصوات حق انخفضت، بل خرصت، و رجال عجزت.
آه على آه من الصّدر ضاقت و من القلب صرخت و في العنان انطلقت بلا عنوان. آه على شهيد لم يدفن، على دمع لم يذرف.
آه على طفل لم يكبر. آه على جرح لم يشف. اه على دم استباح و لم يراق،.آه على ضمير غائب مستتر. آه على جبن و مذلّة و هوان صرخة ألم تطبق الصدر، وسمة عار ما يجري الآن. هم هناك يستغيثون و نحن هنا عاجزون. رفعنا عاليا الموسيقى الحزينة لكي لا يصلنا صوت النداء. نأسف لصورهم في نشرات الاخبار، فنغير المحطة من شدة التأثّر، فكيف لهؤلاء مداواة الجراحـ و اخماد النيران، ووقف العدوان؟ وكيف لنا ان ننام بأمان و اطمانان؟
أين صارت ضمائرنا؟
أ ماتت أم هي في خزائن النسيان و الى متى نبأمانحن
.....................
الامضاء : قلب عليل عجز عن الكتمان
( بنت الجنوب: مفيدة . ب )

0/Post a Comment/Comments